"وجع السراب" رواية جديدة للروائي الموريتاني المختار السالم أحمد سالم

جمعة, 09/25/2015 - 11:15

صدرت عن "دار القرنين" رواية "وجع السراب" وتقع الرواية في 232 صفحة من الحجم المتوسط، وتحاول رسم دراما عن حياة عرب الصحراء الكبرى خلال القرون الأخيرة، وذلك من خلال الصراع على الحكم بين الأمير "عتاق وإخوته،" بمساعدة من أمراء المناطق الأخرى.

ومن خلال أحداث وشخوص الرواية، يتضح أن الروائي، رسم ملحمة درامية متنوعة المشاهد بين الحروب والمؤامرات، الصراع بين إرادة الحلم وإرادة البقاء، الفروسية، والعلم، حركية الأعراق والشرائحية، الحب، والخيانة، الشعر والموسيقى، والخرافة، والدجل. وبما يوحي أن رواية وجع السراب، ومن خلال الحكاية الأم، والحكايات المتفرعة، والمشهدية السريعة، المضبوطة بإيقاع سرد شاعري متمكن، أكدت انتماءها لرواية ما بعد الحداثة، واقتربت إلى حد بأدواتها الفنية الخاصة من كتابة التاريخ الاجتماعي قبائل وإمارات الصحراء الكبرى.

قوبلت الرواية باستقبال احتفائي، وكتب الشاعر الكبير ناجي محمد الإمام واصفا "وجع السراب" بأنها "رواية جديدة" بالمعنى الإبداعي"

وأضاف “إن رواية “وجع السراب” إعادة لتفكيك “وجعنا ” و”تشييئ” سراب أحلامنا لإعادة تركيب “حلم” استعصى في الواقع ….فلنجرب أن نقرأ تاريخنا في “اللازمان “و”اللامكان” لعلنا نستطيع يوماً أن نستعيد لحظته الزاهرة”.

وقال “إنها رواية ” جديدة” بالمعنى الإبداعي، وستحتل مكانتها الخاصة في مقدمة  أفق سردي / روائي يتجسد الآن وتستدعيه حتمية الخروج من النمط الإتباعي المتكاهل السائد، هو ما أسميه :”رواية اللازمكان” القادمة”..

أما المفكر محمد حظانا فقد نشر مقالا مطولا عن الرواية تحت عنوان “وجع السراب وأنموذج الإبداع الحاضن”، كتب فيه قائلا ” الكاتب استطاع من خلال روايته أن يختار نموذجا يمكن أن نسميه نموذج “المنظور السرابي”. وهذا النموذج ضارب في المتداول الإدراكي والثقافي في الفضاء الصحراوي للرواية، فالسراب سيد الخدع في الصحراء، لأنه من أسطع الأمثلة على تكذيب المعطيات الحسية، إذ هو إن رأيته ماء سحاح، وبحر لا ساحل له، وهو إن طلبته نأى عنك بقدر ما اقتربت منه، وأن تأملت ما يمور به من أشياء كسرها، وموجها، وهو إنْ ابتعدت عنه تبعك.. فهو رفيقك في وحشة المكان، وهو صديقك اللدود في غربة الإحساس، وهو الهلام إن حاورته، والكاذب إن خابرته.

هذا النموذج نظم رواية “وجع السراب”، فكسر فضاءها، وموج صور أبطالها، وامتص نسغ أملها، ورمى فعل البشر في أتونها إلى لجة ابن عمه الحقيقي: البحر.

لقد كان التعبير بهذا النموذج عن حقيقة حياة الإنسان في الصحراء تعبيرا بالنموذج الحاضن لظاهرة الوجود الضنين في الصحراء، الوجود المتموج الزائف، الذي ينتهي إلى نهاية عبثية مريعة، هي سحب الحوت العظيم للرجال والخيل والدواب إلى عمق اللجة. ليكتشف الإنسان انخداعه بسرابية قوته، ووهن جبروته في وجه محيطه الماحق. كانت نهاية النموذج نهاية موفقة، إذ انسجمت لمتتاليات الرؤية الخداعة، والنهاية غير المتوقعة لجهد الإنسان في وجه غول الصحراء. الإنسان الذي جالد ليثبت وجوده بنفي أخيه، فانتهى إلى اللجة صاغرا”.

وأضاف “أرى دون استفاضة في ملابسات وتجليات النموذج الحاضن، أن صاحب الرواية قد انتقى نموذجا مناسبا لفكرته المحورية في الرواية، وهو نموذج السراب، وقد خضعت الرواية لهذا النموذج في بنياتها التحويلية وبنيتها العميقة. وبالتالي لم يكن توظيف النموذج اعتباطيا، بل كان منساقا مع الرؤية الروائية للكاتب، ولوسائطها. إن النموذج بهذا المعنى يصبح قائدا للكاتب في متواليات الأحداث، وجسدا لفكرته”.

 واعتبر احظانا “أن إحداثية الإبداع في رواية “وجع السراب” رسمتْ حركتها في الأفق الفاصل ما بين النموذج الحاضن للمنظور الروائي، والفكرة الناظمة لرؤية الكاتب”.

نقلا عن رأي اليوم

الفيديو

تابعونا على الفيس