حديث القدس
برعاية الرئيس ابو مازن تم توقيع حزمة الدعم المالي من الاتحاد الاوروبي الى فلسطين ومقدارها نحو ثلاثمائة مليون يورو ويشمل ذلك تقديم الدعم لوكالة الغوث، وفي الوقت نفسه تقريبا قررت حكومة الاحتلال خصم 276 مليون شيكل من اموال المقاصة لهذا الشهر، مما جعل الحكومة غير قادرة على دفع رواتب الموظفين كاملة لأكثر من شهر. وفي العام الماضي بلغ اجمالي الاقتطاعات الاسرائيلية حوالي 450 مليون دولار.
اضافة الى هذه الحرب المالية التي تقوم بها حكومة الاحتلال، فان الحرب الاستيطانية ومصادرة الارض واعمال الهدم المختلفة، لا تتوقف.
ومؤخرا استولت سلطات الاحتلال على 500 دونم من الاراضي الفلسطينية في بلدتي حزما وجبع و16 منشأة في اريحا، وهناك مخططات استيطانية واسعة في كثير من المناطق ابرزها في جبل المكبر والاغوار.
وسط هذه الممارسات القاتلة لكل احتمالات السلام يخرج علينا نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية بالقول ان واشنطن ترى ان الضفة الغربية هي ارض محتلة وهذا هو الموقف الرسمي للولايات المتحدة.
وهذا الموقف الامريكي هو شيء ايجابي ومهم جدا ولكن المطلوب الا يظل هذا الموقف مجرد حبر على ورق وبيانات سياسية لفظية، لا قيمة ميدانية لها، وعلى واشنطن ان ترى ممارسات الاحتلال وسرقته للارض وتهجير الفلسطينيين من تلك المناطق وتحول الضفة الغربية التي تصفها بالأرض المحتلة، الى منطقة استيطان وكأنها مزرعة اسرائيلية وليست ارضا محتلة.
اذا كانت الولايات المتحدة جادة بالقول ان الضفة ارض محتلة فان عليها ان تتوقف عن هذه الثرثرة اللفظية وتتحول اقوالها الى افعال حقيقية وبدون ذلك فان المنطقة والشرق الأوسط عموما، سيكونان بؤرة للتوتر واسالة الدماء والحرب المختلفة..!!.
