كتب ليفون سافاريان، في "أوراسيا ديلي" حول التنافس على زعامة الشرق الأوسط بين ثلاث دول.
وجاء في المقال: أحد الاتجاهات الرئيسية في إعادة تشكيل العالم زيادة عدد "البلدان المستقلة" التي تعمل في إطار "هويتها" الخاصة، في محاولة للدفاع عن مصالحها الجيوسياسية في بيئة دولية متغيرة.
تجدر الإشارة إلى أن كل من الدول الكبرى تسعى إلى الاستئثار بدور المركز على المستوى الإقليمي. والعامل الرئيس الدال على تكوين نظام إقليمي هو وجود دولة قائدة: فمن دون نواة إقليمية، يكون النظام الفرعي مستحيلًا.. وتشهد منطقة الشرق الأوسط، صراعا على القيادة، بات واضحا منذ العام 2010، بين تركيا والمملكة العربية السعودية، وبالطبع جمهورية إيران الإسلامية.
بالمقارنة مع منافستها الجيوسياسية، المملكة العربية السعودية، تبدو إيران أكثر ضعفا، ماليًا واقتصاديا. ولكن طهران، خلاف الرياض، تمكنت من بناء إمكانات عسكرية ملفتة. تقترب إيران من إمكانية تصنيع سلاح نووي، الأمر الذي سيغير بشكل جذري ميزان القوى في الشرق الأوسط، وربما يتبعه سباق تسلح إقليمي حقيقي.
وفي الصدد، يبدو طرح البروفيسور فلاديمير ساجين عادلا، فهو يرى أن سياسة طهران الهادفة إلى "احتلال موقع القيادة على المستوى الإقليمي وفي العالم الإسلامي"، أصبحت عاملاً مزعزعاً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. على الرغم من عدد من الخصائص التي تجعل من الممكن التحدث عن زيادة دور إيران الإقليمي في المنطقة، فلا يبدو مرجحا تشكيل نظام فرعي إقليمي كامل تحت رعاية طهران في هذه المرحلة.
الدول العربية، التي تشكل غالبية دول الشرق الأوسط، غير مستعدة للاعتراف بالدور الرائد في المنطقة لدولة غير عربية، بسبب التناقضات الحضارية والتاريخية والدينية والثقافية. وبالمثل، فإن تركيا، التي عززت أيضًا مواقعها في الشرق الأوسط، ستمنع بكل طريقة ممكنة تحوّل إيران إلى نواة. بالإضافة إلى أن اللاعبين العالميين غير الإقليميين، ولا سيما الولايات المتحدة، لا يقبلون بدور إيران المركزي في المنطقة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب