شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال ينزف يوميا من دماء أبنائه وجرحاه ومعتقليه الى جانب الاوضاع الاخرى السيئة جراء جرائم وانتهاكات الاحتلال التي باتت لا تعد ولا تحصى وفي تزايد مستمر مع قدوم حكومة نتنياهو الجديدة الاكثر تطرفا ويمينية وعنصرية من جميع الحكومات الاحتلالية منذ قيام دولة الاحتلال وحتى اليوم.
وفي كل يوم نصحو إما على شهيد او اكثر الى جانب حملات الاعتقال التي طالت وتطول الكل الفلسطيني من اطفال وشبان وشابات وكبار السن من الرجال والنساء، وعمليات اعتقال ليلية ونهارية واجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية دون اي اعتبار للسلطة والفصائل وحتى العالم العربي والاسلامي بل والعالم قاطبة ما دامت الولايات المتحدة الاميركية التي ما زالت تحكم العالم من خلال القطب الواحد والداعمة الاساسية لدولة الاحتلال والتي تدافع عنها في كافة المحافل الدولية وتحول دون عقابها على جرائمها بحق الانسان الفلسطيني وارضه وممتلكاته ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك.
فأمس على سبيل المثال استشهد ثلاثة شبان بعمر الزهور على يد قوات الاحتلال وبدم بارد، دون اي تحرك فاعل لا من قبل الجانب الفلسطيني ككل او العالم العربي والاسلامي او العالم قاطبة، الامر الذي يشجع دولة الاحتلال خاصة اقطاب حكومتها الجديدة في الامعان بقتل ابناء شعبنا والتضييق عليهم وعلى الاسرى في محاولة يائسة لجعلهم يرحلون عن ارضهم ومواصلة استبدالهم بالمستوطنين القادمين من مختلف دول العالم ليكون ذلك اكبر تطهير عرقي عرفه التاريخ المعاصر، ولكن لا يمكن لهذه السياسة ان تنجح ما دام شعبنا يقاوم هذه الجرائم والانتهاكات بالوسائل المشروعة دوليا وصامدا فوق ارضه وبلاده التي لا بلاد له دونها. ويقدم الشهداء والجرحى والاسرى دفاعا عن الوطن الغالي والعزيز على كل مواطن فلسطيني سواء في الارض المحتلة او الداخل الفلسطيني او في الشتات الناجم عن المجازر والتطهير العرقي الصهيوني عام 1948 وكذلك عام 1967.
انه امام هذه الجرائم والانتهاكات والجرح النازف الفلسطيني الذي يقدمه شعبنا يوميا، فإن بيانات الشجب والاستنكار وحتى اللجوء الى الامم المتحدة ومؤسساتها والمحاكم الدولية رغم اهميتها النظرية، لا تكفي مع دولة هدفها تصفية شعبنا وجعله يرفع الراية البيضاء ويرحل اما قسرا او طوعا.
ان المطلوب اولا في مواجهة هذا الاجرام الاحتلالي هو انهاء الانقسام المدمر والذي ألحق افدح الاضرار بقضية شعبنا وبحقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف ، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية والفئوية الشخصية ، لأن الاوضاع والامور في خطر كبير وتسير من سيء الى الأسوأ.
فهل يستجيب طرفا الانقسام لنداءات الوحدة الوطنية شبه اليومية التي يطلقها ابناء شعبنا في كافة اماكن تواجدهم، وهل تنفض كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي ما اعتراها من ترهل وتصحو من سباتها للدفاع عن الوطنية والقضية ؟
فالى متى سيبقى الدم الفلسطيني ينزف؟
صحيفة القدس