إن الهدف الرئيسي من أي إصلاح للمنظومة التربوية بدون شك هو السعي إلي تحديث مناهجها و محتوياتها لتتلائم مع المتطلبات
التنموية للدولة. و ذلك بالنظر إلى التطورات الإجتماعية المتسارعة التي تجري في العالم من حولنا و إكراهات التطور الصناعي والتقني، الذي لا مكان فيه لمن لم يحجز موقعه في الركب ، بواسطة إستيعابه لعلوم العصر و إمتلاك ناصيتها لهذه الأسباب و غيرها ، فقد تبنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إستيراتيجية جديدة تسعي
إلي تحقيق أهداف جوهرية في رؤية
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لإصلاح هذا القطاع الحيوي الذي يتوقف عليه حاضر البلاد و مستقبل أجيالها.
ومن أهم تلك الأهداف نذكر علي
سبيل المثال لا الحصر:
-زيادة القدرة الإستيعابية لمؤسسات التعليم العالي و منحها
الموارد الضرورية المتناسبة مع عدد طلابها،
- تحسين ظروف الحياة في الوسط الجامعي و إدماج مقاييس الجودة
في التكوين و التأطير و البحث وفي
مختلف مجالات الخدمة الجامعية،
-ضمان إستقلالية المؤسسات الجامعية و إعتماد الحوكمة الرشيدة في تسييرها،
- توطين الجامعة في محيطها الإقتصادي والإجتماعي والرفع من أداء و مردودية البحث العلمي لكي يساهم بشكل فاعل في الوصول إلي النتائج المطلوبة علي
الصعيد التنموي.
ولتجسيد هذه الأهداف علي أرض الواقع أتخذت السلطات الوصية علي القطاع جملة من الإجراءات شملت؛ مراجعة الإطار المؤسسي والتنظيمي عبر إصدار الكثير من
التشريعات المهمة ذات الصلة بترقية الأساتذة وزيادة رواتبهم ورفع سن تقاعدهم إلي 68 سنة، علاوةً علي قضايا المنح و التوجيه وشروط الولوج إلي مختلف المؤسسات و تنظيم هيكلتها.
أما في مجال تحسين العرض وتنويعه ، فقد تم إنشاء المعهد العالي للرقمنة و المدرسة العليا للتجارة بالإضافة. إلي العديد من
المراكز البحثية و المختبرات العلمية المتخصصة.
ويجري الآن العمل في إطار مقاربة لا مركزية التعليم العالي علي إطلاق معاهد ومدارس عليا جديدة في العديد من عواصم ولاياتنا الداخلية ستري النور قريبًا بحول الله و قدرته.
ينضاف إلى هذا الجهد التحسينات
الملموسة التي عرفتها الخدمات الجامعية من خلال ولوج الطلاب إلي السكن و زيادة المنحة و تحسين جودة المطعم الجامعي وغير ذلك مقارنة مع السنوات الماضية.
أما الإنجاز الكبير الذي يجب علينا جميعا الإشادة به، هو مشروع توسعة المركب الجامعي الذي أشرف رئيس الجمهورية شخصيًا علي وضع حجره الأساس في الأيام الماضية. و هذه التوسعة بمثابة تشييد جامعة بأكملها ، حيث تشمل إنجاز البنايات التالية:
-16مدرجا
-157 مكتبا مجهزًا
- 11مختبرا لغويًا بكامل التجهيزات
-38 مختبرا للبحث بكامل التجهيز
-209 حجرة دراسية
و لا شك أن هذه الإنجازات المهمة
ما كانت لتتم لولا الإهتمام الكبير لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و نظرته للتعليم العالي بإعتباره الرافعة
الأساسية لتنمية البلاد و بوابة العبور نحو مستقبل أفضل.
ولتعزيز هذه المكاسب و حمايتها يتعين علينا جميعًا إبداء مزيد من التضامن و التفاعل الإيجابي
مع هذه الخطوات غير المسبوقة وإعطائها التثمين الذي تستحقة..
فهل ياتري سنكون علي مستوى المسؤوليات؟