التقارب بين العرب أصبح في المرحلة الراهنة ضرورة قصوى لمواجهة التحديات المشتركة سواء في مواجهة دول لها اطماع اقليمية او ما يحدث حولنا في العالم من حروب شبه عالمية تجري على الأراضي الاوكرانية وصعود التنين الصيني وغيرها من صدمات اقتصادية ستنتج جميعها خارطة جديدة في القرن الواحد والعشرين.
وعليه فإن التقارب بين العرب بات امرا ملحا ووجوديا.
وهنا لا بد من الحديث عن ضرورة التقارب الفلسطيني الاماراتي المغربي، لكون هذه الدول العربية المهمة لها تأثير واضح وعلاقات واسعة ومتشعبة مع جميع دول العالم، الامر الذي يجعلها تخدم القضية الفلسطينية بصورة أوسع على الصعيد العالمي وفي المحافل الدولية كافة.
فعلى سبيل المثال، فإن دولة الامارات العربية المتحدة هي في الوقت الحالي أحد أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين ولمدة سنتين، ولأن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم لمناقشة الطلب الفلسطيني بحماية المسجد الاقصى المبارك في ضوء اقتحام وزير الامن القومي الاسرائيلي المتطرف بن غفير له أمس الاول في تحد واضح للمجتمع الدولي الذي يرفض المس بالمقدسات خاصة «المسجد الاقصى»، فإن دولة الامارات التي أصلاً هي والصين بادرتا الى عقد هذه الجلسة بطلب من فلسطين، فإن دورها - أي الامارات – سيكون مؤثراً وحاسماً خلال هذه الجلسة التي تسعى اسرائيل الى محاولات الغائها.
ونذكر ان دولة الامارات والمغرب الشقيقتان، استنكرا اقتحام المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، دون أي تردد أو اعتبار لعلاقتهما المتبلورة ومصالحهما الاقتصادية مع اسرائيل، هو أمر يؤكد ان الدولتين كانتا وسيبقيان مع فلسطين قلباً وقالباً وان علاقاتهما مع اسرائيل ليست على حساب القضية الفلسطينية
كما ان دولة الامارات التي أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو انه سيزورها خلال أيام، بل ستكون أولى زياراته للخارج عقب عودته لسدة الحكم، استنكرت انتهاك حرمة الاقصى، وطلبت تأجيل زيارة نتنياهو اليها.
لقد آن الأوان لأن تتقارب دولة فلسطين حكومة وشعبا مع دولة الامارات والمملكة المغربية التي لهما علاقات مميزة مع اسرائيل، على أساس مصالح مشتركة نتفق عليها وتفيدنا جميعا. وقد جاء الوقت لان نتجاوز نظرتنا لدول الخليج بانها تفيد فقط بشيءواحد وانها "بنك مالي لا قعر له".
والواضح ان الامارات والسعودية التي يقودها امراء وشيوخ شباب من جيل التيك توك، بدأوا ثورة ستغير وجه المنطقة خلال العقود القادمة، واظهرت جميعها نموذج لما يستطيع العرب تحقيقه من تقدم علمي وازدهار وجمال يضاهي باريس، لندن، نيويورك وشنغهاي. ولا ننسى ما حققته قطر الشقيقة في المونديال كمثال اخر.
لذلك حان الوقت ان يجلس الرئيس ابو مازن مع اخواننا في الامارات والمغرب وبالتأكيد سيرحبون به ..