في مقدمة القادة الأفارقة الناجحين في تسيير شؤون بلدانهم منحت الأكاديمية الأمريكية للإنجاز جائزة “القيادة المتميزة” للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، تقديرا لجهوده في قيادة بلده نحور الأفضل.
قد يكون الخبر عاديا جدا في نظر البعض ممن لا يقيمون وزنا للأمور، ولكن نظرة فاحصة للجمهور المستهدف بجائزة هذه المؤسسة غير الربحية، التي تأسست عام 1961، تكفي للإجابة على استشكال هؤلاء، فقانون التكريم عندها ينص حصرا على منح الجائزة لأشخاص تميزوا في مجالات عملهم، ورفعوا تطلعات الأجيال الشابة، وهذا ما منحها سمعة واسعة في الأوساط السياسية والعلمية الأمريكية.
الحفاوة الأمريكية بفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني واختيار توقيت انعقاد القمة الأمريكية – الأفريقية في واشنطن، لتكريمه بحضور وشهادة 49 رئيس دولة وحكومة أفريقية، تعبر عن موقف جديد للقيادة الأمريكية من موريتانيا بعدما كان ينظر إليها في السابق كحليف ضعيف لا يستشار إذا حضر ولا ينتظر إذا غاب.
ويكتسي هذا التكريم قيمته المعنوية من صدوره من جهة دولية مستقلة، ورغم ذلك فإن الإنجازات التي تحققت على المستوى الدولي بفضل الحنكة السياسية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وخبرته الطويلة و تجربته الناجحة في مجال الأمن تستحق منا جميعا تكريمه، حيث تمكن منذ تسلمه مقاليد السلطة من بناء شراكات ناجحة ومثالية مع العديد من دول العالم الصديقة والشقيقة، أسهمت في تصحيح علاقاتنا الديبلوماسية مع دول الجوار المغاربية و الإفريقية، وأعادت لموريتانيا قيمتها ومكانتها في محيطها العربي والإسلامي.
وفي هذا السياق فقد تمكن رئيس الجمهورية من ضخ دماء جديدة في العلاقات التاريخية لبلادنا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومع دولة الكويت الشقيقة التي عبرت عن تجاوبها البناء مع هذه السياسة بشطب كل ديونها المستحقة على موريتانيا، في سابقة من نوعها لقيت كل الترحيب والإشادة من أطياف مختلفة من شعبنا.
إضافة إلى ذلك، فقد عمل سيادته على تهيئة الظروف المناسبة لاستئناف علاقاتنا الديبلوماسية مع الشقيقة قطر للدفع بعلاقات التعاون نحو الأفضل وفي كافة المجالات.
و لاشك أن الحفاوة التي استقبل بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الدوائر الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مستوي المنظمات الدولية تؤكد بشكل قاطع سلامة نهجه في التعاطي مع القضايا الكبرى المطروحة على الساحة الدولية وتبرهن على أنه يسلك بموريتانيا الطريق الصحيح نحو التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي.
ولا يخفى على أحد اليوم أهمية الدور المحوري الذي تقوم به موريتانيا بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في محاربة التطرف العنيف في منطقة الساحل الإفريقي؛ وما يبذله من جهود في سبيل قيادة المنطقة اليوم نحو بناء مستقبل أخضر وامتلاك القدرة على التكيف مع تغير المناخ في المجتمعات المحلية.
وهذه الشهادات الحية، التي تثبت نجاعة أسلوب الرئيس وحسن أدائه في السياسة الخارجية، تشكل سببًا كافيًا للتعلق بنهجه ومقاربته في تدبير الحكم دون إفراط ولا تفريط، وذلك هو سر النجاح الذي يستحق صاحبه التهنئة منا جميعًا.