نقلت صحيفة "مالطا اليوم" عن مصادر أن الشرطة المالطية اعترضت مجموعة من المتعاقدين العسكريين الخاصين "المرتزقة" كانت في طريقها إلى ليبيا يوم السبت الماضي.
وأفيد بأن عملية القبص على مجموعة المرتزقة الذين وصفوا بأنهم جنود سابقون في الجيش البريطاني، كانوا في طريقهم لركوب طائرة خاصة للتوجه إلى ليبيا "الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، والتي دمرتها الحرب الأهلية في السنوات الأخيرة".
وأبلغت مصادر الصحيفة بأن الشرطة المالطية تصرفت بناء على بلاغ بشأن المجموعة التي اعترضتها قبل أن تستقل الطائرة.
وأشير في هذا الصدد إلى أن السلطات المالطية قامت بإطلاق سراح المجموعة في وقت لاحق بعد اعتقالها، ولم يتم توجيه أي تهم ضد هؤلاء المرتزقة.
كما ذكر أن المرتزقة البريطانيين غادروا مالطا بالفعل، إلا أنهم، بحسب الصحيفة المالطية، منعوا من استخدام المجال الجوي المالطي للوصول إلى ليبيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن توجه مرتزقة بريطانيين إلى ليبيا، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في يوليو 2021 أن اثنين من مشاة البحرية البريطانية السابقين انطلقا على متن قاربين مطاطين من مالطا إلى سواحل شرق ليبيا، وأن مجموعة أخرى من المرتزقة "الباحثين عن الثروة" في ليبيا، من جنوب إفريقيا وبريطانيا وأستراليا الولايات المتحدة لحقت بهؤلاء من قاعدة انطلاق في الأردن.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أيضا أنه تم نقل ست طائرات مروحية من بوتسوانا الواقعة جنوب القارة الإفريقية بأوراق مزورة لصالح هذه المجموعة من المرتزقة.
ونقل عن مرتزقة بريطانيين كانوا وصلوا إلى سواحل ليبيا الشرقية قبل ذلك، أنهم أتوا لتولي مهمة حراسة منشآت النفط والغاز بالمنطقة.
إلا أن صحيفة نيويورك تايمز قالت إن مهمة هذه المجموعة من المرتزقة لم تكتمل بسبب حدوث خلاف مع سلطات شرق ليبيا على خلفية "جودة الطائرات"، وأن هؤلاء المرتزقة سارعوا بعد مرور أربعة أيام على وصولهم إلى ركوب زوارقهم المطاطية وانطلقوا في البحر المتوسط عائدين إلى مالطا.
أما أشهر قصص الباحثين عن الثروة من المرتزقة في ليبيا فتتمثل في طيار أجنبي كانت قوات المشير خليفة حفتر قد أسرته في عام 2019 أثناء حملتها على العاصمة طرابلس بعد إسقاط طائرة حربية من طراز ميراج "إف -1" خلال غارة نفذها في منطقة الهيرة الواقعة جنوب طرابلس.
وأعلن هذا الطيران الأجنبي في البداية أنه من البرتغال، على أن تبين لاحقا أنه أمريكي، ويدعى جيمي سبونوغل، وأنه طيار سابق في سلاح الجو الأمريكي، وقد أعلن عن إطلاق سراحه بوساطة سعودية بعد 6 أسابيع من اعتقاله.
وفي ذلك الحين، صرح الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر بأن الطيار الأمريكي، جيمي سبونوغل، الذي كان اعتقل في مايو 2019، اجتاز دورة على قيادة الميراج "إف -1"، وأنه يحمل الجنسية الأمريكية ومن سكان ولاية فلوريدا.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت في مايو 2020 عن "قلقها البالغ" إزاء الأنباء الواردة عن "تدفق هائل للأسلحة والمعدات والمرتزقة" على طرفي النزاع في ليبيا.
وصرح بهذا الشأن المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك قائلا: "نتابع بقلق بالغ التقارير الأخيرة حول تدفق هائل للأسلحة والمعدات والمرتزقة دعما لطرفي النزاع الليبي"، فيما
وأعلنت في ذلك الوقت ستيفاني وليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، بأن عدد المقاتلين والمرتزقة الأجانب في البلاد لا يقل عن 20 ألفا، ما رأت أنه "يمثل أزمة خطيرة على خلفية استمرار عمليات تهريب الأسلحة إلى ليبيا".
وتحدثت وليامز أيضا عن وجود 10 قواعد عسكرية في مختلف أنحاء ليبيا تشغل اليوم جزئيا أو كليا من قبل قوات أجنبية أو مرتزقة.
المصدر: مالطا توداي + RT