تلكَ الفتاة التي وخزتْ ثٱليلا في داخل الشيخ الحسن لابدَ أنها كانتْ نبيةً أو إحدى متصوفاتِ الله الخلّاقات اللواتي يرسمنَ الملائكة على شكل ضحكة ، ويتموجنَ كأنهن التداعي الحر ، يحفظنَ مبادئ الإيمان الثلاثة عشر . تماما كما حددها ابن ميمون.
الأكيد أنها لم تكن امرأة مكرورة. أقصد أنها لم تكن نسخة من البشر الخطائين
لم تكن كذلك البتة.
لم تكن لدى الحسن ميول إلى التوافه :
توافه الأمور ، أنصاف الابتسامات ، أنصاف العلاقات وتحديدا أنصاف الأجساد.
وهنا أعني الجسد الجميل الذي يفتقد إلى ما يسميه نتشة : "قوة الجمال"
أي الجسد الغير مثقف ذلك الذي تطوقه الشياطين رغبةً في حوار مكشوف ، لكنه جسدٌ لثاغْ ، جسد تأتاء ، جسد لا يكاد يركبُ جملة.
وحينَ أدركتْ الشياطين خواءه ، تركته لجماله وهُرعت بعيدا إلى حيثُ "الموناليزا"
موناليزا كيدال
حيثُ الحوار الذي يفتحه الحسن بين السماويّ والأرضي.
الحوار العميق الذي يساوي ، بين البشر باعتبار أنهم من حمأ وأنهم ليسوا شيئا أمام العدم حيثُ لا يكون الشيخ الحسن البمباري
أو بعبارة أبيقورية :
حيثُ يكون الموت لا أكون.
الحسن ليس هناكَ ، لكنه ليس هنا أيضا.
فأين هو؟
إنه مع الله
حيثُ يصطف حشدٌ من الملائكة ، وتعيد امرأة ترتيب غرفتها استقبالا لذلك الشباب الوسيم.
وتطرح سؤالها على الحارس ذي الجناحين المفرودتين أمام الباب :
لماذا تأخر كل هذا الوقت أين هو ؟!
ها هو ؟
- وكيف عرفته؟ يقول الحارس.
- بابتسامته عرفته ، وبقامته المنحوتة كأنها مورينغا.
إلهي اربت على كتفي إنني أتداعى!!