الكل يحذر من خطورة المرحلة القادمة في ضوء حكومة اليمين المتطرف والعنصري المنوي تشكيلها في دولة الاحتلال والتي تضم وزراء هدفهم تنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي ضد شعبنا ويتأهبون لتنفيذ المزيد من المجازر بحق كل ما هو فلسطيني وضد الاسرى وغيرها من الجرائم التي أعلنوا عنها وغير المعلن عنها.
وهذا التحذير صحيح اذا كان الهدف منه اخذ الحيطة والحذر والاستعداد لما هو قادم من انتهاكات وجرائم بحق المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك، وضد أهلنا في الداخل الفلسطيني والمحاولات التي تهدف الى تحويل الصراع من سياسي الى صراع ديني قد لا يبقي ولا يذر في حال تم تحويله.
وصحيح ايضاً ان الوضع الفلسطيني الداخلي يعاني من انقسام مدمر، ولا توجد بوادر حقيقية من اجل انهاء هذا الانقسام والذي يخشى الجميع من تحوله الى ما هو أسوأ من ذلك ما دام طرفا الانقسام لا يعملان بجدية من اجل انهائه واعادة الوحدة السياسية والجغرافية للساحة الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الراهنة وفي قادم الايام بعد تشكيل حكومة التطرف والعنصرية في دولة الاحتلال والتي ستكون أسوأ وأبشع من الحكومات السابقة رغم ان هذه الحكومات قتلت وجرحت وأسرت الآلاف بل مئات الآلاف من أبناء وبنات ونساء وكبار السن من شعبنا الذي لم تلن له قناة وقدم ولا يزال المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية.
ولكن أين دور شعبنا والذي يتجاهله الكثيرون، رغم ان شعبنا يثبت يومياً انه لن ولم يتخل عن قضيته ونضاله الوطني من اجل استرداد كامل حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فجيل اليوم الذي ادعى قادة دولة الاحتلال بأن الآباء والأجداد يموتون والصغار ينسون، فإذا هو ليس فقط يفشل هذه الادعاءات، بل أثبت ويثبت يومياً انه متمسك بالأرض والبلاد اكثر مما كان يعتقد سواء الذين في الداخل الفلسطيني أو في الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ بما فيها القدس الشريف.
فهذا الجيل هو الذي يمكن الرهان عليه وهو الذي قاد ويقود الوحدة الميدانية في مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين، وهو الذي لم يرهبه الاحتلال ولم يجعله أو يرغمه على رفع الراية البيضاء، بل انه جيل لا يهاب الاحتلال ويواجهه بصدور عارية إلا من الايمان بالله والقضية والوطن.
وهذا الجيل الذي يمكن الاعتماد عليه في المواجهة مع حكومة الاحتلال القادمة وان يمينيتها وعنصريتها ستزيده اصراراً على المواجهة وبالتالي سيفشل جميع مخططات هذه الحكومة ومعها قطعان المستوطنين، والشيء الآخر الهام هو ان هذا الجيل سيفرض عاجلاً أم آجلاً على القيادات الفلسطينية التوحد دفاعاً عن الوجود الفلسطيني على ارض الوطن.