تحت العنوان أعلاه، كتب أنديه كورتونوف، في "إزفيستيا"، حول فقدان "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" أهميتها بالنسبة لروسيا.
وجاء في مقال كورتونوف، المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية:
أثار رفض بولندا المستفز السماح لوزير الخارجية الروسي بالمشاركة في اجتماع مجلس وزراء الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في لودز في 1 و 2 ديسمبر، فضيحة دبلوماسية صاخبة حول المنظمة. وكما هو متوقع، أعطى دفعة جديدة لمناقشات مستمرة منذ فترة طويلة حول قيمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالنسبة لروسيا.
ليس من المستغرب أن ترتفع أصوات أولئك الذين يدعون روسيا إلى الانسحاب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تماما كما انسحبت بلادنا من مجلس أوروبا في الربيع.
إن الرغبة في طي صفحة السياسة الخارجية الروسية بسرعة أمر مفهوم، بل وله مسوغاته إلى حد ما.
العملية العسكرية الخاصة، لا تغير حقيقة أن روسيا هي أكبر دولة أوروبية. والمواجهة القاسية بين موسكو وبروكسل لا تعني أن القارة الأوروبية لم تعد ساحة جغرافية مشتركة بين روسيا وجيرانها الغربيين. ولا تزال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا واحدة من الخيوط القليلة جدًا التي تربط هذه المساحة في كل واحد.
إذا انطلقنا من حقيقة عدم إمكانية استعادة حوار واسع النطاق بين روسيا وحلف الناتو، وكذلك بين روسيا والاتحاد الأوروبي، في المستقبل المنظور، فإن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تبدو واعدة أكثر، وإن يكن بدرجة متواضعة، كمنصة قارية لمناقشة قضايا الأمن والتنمية.
بالطبع، لا ينبغي المبالغة في تقدير الدور المحتمل لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مستقبل أوروبا. ففي حين كانت هناك فرصة لتحويل المنظمة إلى جوهر نظام مستقبلي للأمن الأوروبي والتنمية، فقد فُوتت هذه الفرصة إلى غير رجعة منذ ربع قرن. لن تعيدنا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولا أي منظمة دولية أخرى إلى العالم الذي كان موجودًا قبل 24 فبراير 2022.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب