افتتحت صباح اليوم الاثنين بكلية الطب بجامعة انواكشوط العصرية الأيام التفكيرية والعلمية للصحة العمومية، المنظمة من طرف كلية الطب بالشراكة مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة، والاتحاد الأوروبي.
وتهدف هذه الأيام إلى ربط الباحثين الطبيين بمحيطهم الاجتماعي من خلال نشر التوعية الصحية المجتمعية للتحسين من مردودية الخدمات الطبية وانعكاساتها بشكل إيجابي على المستهدفين.
وستتناول هذه الأنشطة العلمية على مدى ثلاثة أيام عروضا في الصحة العمومية مقدمة من طرف أساتذة باحثين وطنيين ودوليين.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي أن “هذه التظاهرة تأتي في خضم أجواء الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني، التي تميزت هذه السنة بالخطاب القيّم الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وضمّنه حصيلة الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال الفترة الماضية، وأعلن فيه عن قرارات هامة تهدف كلها إلى التحسين من ظروف موظفي ووكلاء الدولة والمواطنين عامة، وعن مشاريع ضخمة من بينها بنى تحتية لصالح التعليم العالي والبحث العلمي، مما سيكون له الأثر الإيجابي على القطاع”.
وقال إن هذه الأيام العلمية تعد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات العلمية ومناقشة الأفكار بين الباحثين من مختلف القطاعات والفاعلين في مجال الصحة، وذلك بغية فهم أعمق لمشاكل الصحة العمومية واقتراح الحلول المناسبة للتحسين منها ومن أداء الجهات والهياكل القائمة عليها، مضيفا أن هذه الأيام ستمكن من التعامل مع الأزمات الصحية وعواقبها والتعلم من دروسها من أجل تعزيز قدرة النظام الصحي على الصمود، وجاهزية طاقمه من مسؤولين إداريين وأطباء ممارسين ومتدربين وطلاب في طور التكوين، للتعامل مع كل الحالات.
وأكد معالي الوزير أن القطاع سيواصل سعيه للرفع من مستوى التكوين في مجال الطب والصيدلة وطب الأسنان، سواء تعلق الأمر بالتكوين القاعدي أو بالتكوين المستمر كما يجري في إطار الأيام العلمية الحالية.
وقال إنه يعول على جهود المشاركين في استخلاص الدروس التي استفادوا منها في مواجهتهم لجائحة (كوفيد-19) والأمراض الناشئة الأخرى، والدراسات الاستقصائية التي تم القيام بها محليا ودوليا في إطار إدارة هذا الوباء والاعتماد عليها في إعداد نظامنا الصحي لمواجهة الأزمات الصحية بشكل أفضل وتعزيز قدرته على الصمود والجاهزية للاستجابة لحالات الطوارئ الصحية مهما كانت.
وتمنى النجاح للمشاركين في أعمالهم، والخروج بمعلومات تؤسس لبرامج صحية أفضل مستقبلا.
وبدوره، ثمن رئيس جامعة انواكشوط العصرية السيد الشيخ سعدبوه كمرا تنظيم هذا اللقاء الذي يجمع باحثين وأساتذة وأصحاب قرار ملتزمين على المستوى الفردي والجماعي بالتحسين من الأوضاع الصحية للمواطنين ورفاهيتهم، مضيفا أن هذا اللقاء سيشكل فرصة لتحيين المعارف وتطوير المهارات والابتكار في ممارسات الصحة العمومية.
وأوضح أن هذه الأيام الطبية والعلمية ستشكل أيضا فرصة لتقاسم التجارب حول الحلول المقترحة للأزمات الصحية من أجل تطوير البحث واستخلاص الدروس لتعزيز قدرات نظامنا الصحي لمواجهة كافة المسائل المتعلقة بالصحة العمومية.
وقال إن جامعة انواكشوط ستلعب دورها كاملا من أجل تكوين مصادر بشرية ذات جودة عالية لتعزيز النظام الصحي الموريتاني، مشيرا إلى أن كلية الطب شهدت العديد من الإصلاحات مكنت من التوسع في التخصصات لتشمل الصيدلة وطب الأسنان، ويزاول الدروس فيها 1910 من طلبة الطب إضافة إلى 50 طالبا في قسم الصيدلة.
وذكر بأن الكلية خرّجت منذ إنشائها 333 طبيبا عاما منهم 106 أطباء متخصصين، فضلا عن 342 طالبا يتخصصون الآن في أكثر من 17 شعبه.
ونوه بالإصلاحات التي يقوم بها قطاع التعليم العالي للمنظومة الأكاديمية من خلال البرنامج الشامل الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الهادف إلى تطوير التعليم العالي وعصرنته والرفع من مستواه والتحسين من نوعيته.
وشكر القطاعات والجهات التي ساهمت في تنظيم هذه الدورة والمشاركين الذين حرصوا على إثرائها بشكل جيد.