بقلم: حمادة فراعنة
قطر البلد الصغير بمساحته وحجمه، نجح في تحمل مسؤولية كبيرة مميزة ، قدم ما يمكن المباهاة بما فعل، بما أنجز، بما نافس، بما تمكن من تحقيق حُلم لو اقتصر عليه، سيذكره التاريخ، أنه حقق ما لم تتمكن من تحقيقه بلدان لها باع طويل في المال والتقدم والمنافسة.
قطر، مفخرة لبلدان الخليج العربي، وللعرب، وللمسلمين، بل وللبشرية، صحيح أنه بلد ثري، تمكن بما لديه من ثروة ومال أن ينافس دول كبرى، ويتفوق عليها، مما يدلل أن العرب والمسلمين حينما تتوفر لهم ولديهم الإمكانات يستطيعوا، كما هي قطر أن يكون لهم حاضر ومكانة وإبداع.
الافتتاح القطري لمباراة كأس العالم، حافظت من خلالها على تقاليدها القطرية الخليجية العربية، ممزوجة بكل ما هو عصري، منظم، مدروس، وهو بقرار سياسي من رأس الدولة، والمؤسسات القطرية، حتى تكون بما تستحق.
الهجوم والأذى على قطر، وإبراز قضايا المس بحقوق الإنسان، قد تكون، ولكن أليست المستعمرة الإسرائيلية ومن أوجدها: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومن يتبناها الآن، ويُغطي جرائمها: الولايات المتحدة وغيرهم؟؟ ومخلفات الاستعمار الأوروبي في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، أليست مساً بحقوق الإنسان كانت ولا تزال؟؟.
لن ندافع عن قطر، فهي تملك قدرات للدفاع والتسويق والتوضيح، ولديها أدوات إعلامية تُضاهي ما تملكه بلدان غنية وقوية، ولكن كمراقب، لا أجد أن ما يوجهونه لقطر بسبب تماديها على حقوق الإنسان، فهم ليسوا أحرص منها على حقوق الإنسان، بل هم يرتكبون الآثام بحق الإنسان، إذا كان عربياً أو مسلماً أو مسيحياً من الشرق، فقد أغاظتهم بنجاحها، وتفوقت عليهم بنظامها وتنظيمها.
محسن المواطن القطري الذي قطع المقابلة مع تلفزيون المستعمرة حينما علم أن فريق المقابلة إسرائيلي، وأنه يرفض مقابلة محطة تلفزيونية تتبع المستعمرة، ما فعله محسن هو الضمير القطري الخليجي العربي المسلم، وأن قطر سواء اتفقنا معها في هذه القضية أو تلك، واختلفنا معها في هذا العنوان أو ذاك، تبقى لنا، ونبقى لها، لأن جدتي تقول "الدم ما بيصير ميه"، ودم قطر منا وفينا، ونجاحها لها ولنا، مهما تباعدت المسافة أو تغيرت الظروف.
مبارك نجاح قطر، ليموتوا بغيظهم من يقف ضدها، ويحسدها، وستبقى قطر للأردن وفلسطين وللخليج العربي مرفوعة الرأس، لكل العرب والمسلمين وللبشرية جمعاء.