هي إذا أيام تشاورية بين الأغلبية والأغلبية وقد تلجأ المعارضة الی أيام تشاورية أيضا فيما بينها تمهيدا للحوار المرتقب لكن المواطن البسيط يبقی بعيدا عن الاستفادة من هذه التشاورات والحوارات التي هي مفسدة للوقت والمال العام باعتبار أن الأطراف لن تجلس بهدف خروج موريتانيا من الأزمة أو الأزمات التي تمر بها ولكل يغني علی ليلاه من أجل الإيقاع بالآخر مهما كان الثمن دون النظر إلى معانات الشعب والذي يحتاج إلى التدخل اليوم قبل الغد فأغلبية سكان العاصمة أصبحوا نازحين ومشردين في عاصمة من المفترض أن تكون علی الأقل تحوي ضروريات الحياة كصرف صحي ومؤسسات تعليمية وصحية وإدارية قبل ترحيل الأحياء العشوائية .....
أيها الساسة انتم تعملون ليلا نهارا علی تسييس الشعب غصبا عنه فأصبح كل من يطالب بضروريات الحياة من مأكل ومشرب وطرق وصحة وتعليم تصفونه بالمعارض ومهما حاول إثبات عكس ذلك بأنه ليس معارضا أو مواليا وإنما مواطن بسيط يحاول الحصول علی بعض حقوقه في وطن يتمنی العيش فيه كأي مواطن بسيط في وطنه....
أيها الساسة إنكم تصفون من يرضی بالقليل و يثمن ما أنجز كمنطلق ويطالب بالمزيد تصفونه بالموالي لتجبروا الجميع علی التخندق السياسي تلك السياسة التي عرفت في وطني بخبثها فلا تعرف صديقا و لا عدوا ولا مكان للوسطية في السياسة علی ما يبدو نحن فعلا كما يطالبنا ديننا الإسلامي بالوسطية في الدين من باب لا إفراط ولا تفريط بحاجة كذلك للوسطية في السياسة فلا معارضتي تمنعني من شكر النظام علی إنجازات ملموسة لا تخفی علی أحد ولا موالاتي تحبرني علی تبرير أخطاء النظام مهما كانت....
نحن بحاجة علی ما يبدو إلی حواريين حوار علی مستوی الموالاة لتجيب فيه علی سؤال:من هي الموالاة في منظور الديمقراطية مع تحفظي علی كلمة ديمقراطية وتلاعب الجميع بها كشعار وإفراغها من محتواها..
وحوار علی مستوی المعارضة لتعيد ترميم بيتها الداخلي والخارجي إن وجد وإيجاد معارضة ناصحة غير ناطحة تسعی للنصح والتوجيه بدل المواجهة.
وسواء حدثت هذه الحوارات والأيام التشاورية أم لم تحدث فإن ربة المنزل وسائق التاكسي وبائعة الكسكس وصاحب الدكان والحرفي والحمالة .......وأصحاب الدخل المحدود بصفة عامة سيحكمون من خلال معايشتهم للواقع فظروفهم وظروف أسرهم تجعلهم لا يلون أي اهتمام للصراعات السياسية والتي عادة ما تكون بدون جدوی وهدرا للوقت والجهد والمال.
الوسطية في السياسة...هذا ما نحتاجه