وإبعاد العرب على حد وصفهم من إسرائيل.
فالهجرات اليهودية من الشرق قلبت الميزان الديمغرافي في إسرائيل فاصبح اليهود من أصول غربية اقل، وبالتالي صعد الليكود بشكل سريع نتيجة اعتماده على اليهود الشرقين من شرق أوروبا وروسيا، واكبر دليل على ذلك بن غفير الذي يسكن في مستوطنة قريات اربع المقامة في وسط الخليل ينحدر من يهود العراق، فهو شرقي ومعسكره الذي يمثله كلهم يهود شرقيين، وهذا لا يعني اختفاء اليهود الغربيين عن الساحة السياسية، ما زال هذا التيار متماسكا ونحن لا نذهب إلى القول بإن اليهود الغربيين طبقة جيولوجية تراكمت داخله عدة طبقات ما فتيء محافظا على كينونته، رغم اضمحلال حصوله على أصوات انتخابية مقارنة مع الشرقيين. ولكن ستكون الصولة للشرقيين في المدى المنظور، وخطورة الامر بعد تشكيل حكومة جديدة يرأسها نتنياهو وفيها المتطرف الصهيوني بن غفير ستكون الضفة الغربية وغزة تحت مرمى نيران التطرف اليهودي بوتيرة عالية جدا، وبالوان الإرهاب المختلفة، وهذا ما صرح به المتطرف بن غفير عندما ركز على خطته الخماسية وهي: تعديل تعليمات إطلاق النار، ومنح حصانة وقانونية لضباط وعناصر الشرطة، وتشديد ظروف الأسر على الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، وشن حملة على ما وصفه بـ"الإرهاب الزراعي"، وتوفير الأسلحة الشخصية للجنود وعناصر الشرطة المسرحين.
يستشف من الكتاب والصحفيين الصهاينة ان التطرف في إسرائيل زاد في الفترة الأخيرة نتيجة خوفهم من العرب، وشعوب دول الطوق، المفكر والكاتب عوزي بنزيمان، قال إن أحد أهم أسباب انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف هو تقبل المجتمع الإسرائيلي لعقيدة “أبدية الصراع” وتشرب الإسرائيليين للفكرة القائلة إن الصراع مع العرب أبدي ومحتوم، ولن ينتهي، فأن استمرار عمليات إطلاق الصواريخ بعد تنفيذ خطة “فك الارتباط” الأحادية من جانب إسرائيل في قطاع غزة عام 2005 ساهم في تعزيز الخوف من العرب، فضلا عن تهديدات ايران رغم عدم جديتها الا انها ساهمت في قلب الفكر الصهيوني وتحوله الى مجتمع متطرف، وهذا يدلل على ان نسبة التصويت في الانتخابات الأخيرة لليمين واقصى اليمين تجاوزت نصف عدد المقترعين الذين بلغ مجموعهم 4,793,641 .