تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي ميركين، في "أوراسيا ديلي"، حول مصلحة واشنطن في عقد مفاوضات بين كييف وموسكو، فهل لروسيا مصلحة في ذلك؟
وجاء في المقال: في الأيام الأخيرة، ظهرت منشورات في وسائل الإعلام الغربية تفيد بأن مفاوضات جديدة قد تجري بين روسيا وأوكرانيا، وأن الولايات المتحدة تدفع كييف بشكل غير رسمي نحو ذلك.
ولكن ما حاجة الأمريكيين إلى استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف؟ هناك عدة احتمالات.
وفقا لإحدى النظريات، الولايات المتحدة تخلق وهم أنها تريد السلام. وهذا ضروري من أجل طمأنة السياسيين الأوروبيين والجمهور الأوروبي. فكلما اقترب فصل الشتاء، ازدادت معاناة أوروبا من الحرب. تتحمل أوروبا، بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، تكاليف اقتصادية أكبر بكثير من الولايات المتحدة. وهذا يعني أن للاتحاد الأوروبي مصلحة في إنهاء هذا الصراع في أسرع وقت ممكن.
من ناحية أخرى، للولايات المتحدة مصلحة في استمرار الأوروبيين بتمويل أوكرانيا. وهذا هو السبب في أنهم يخلقون الوهم بأن كييف في حاجة إلى التحلي بالصبر مدة أخرى، وأن الصراع سينتهي.
النظرية الثانية تقول إن الولايات المتحدة بحاجة إلى هدنة شتوية. يخشى الأمريكيون أن يدمر الجيش الروسي في الشتاء نظام الطاقة في أوكرانيا. فإذا ما بقيت أكبر مدن أوكرانيا بلا كهرباء وماء وتدفئة، سيبدأ الانهيار في جميع أنحاء البلاد. في سياق الأعمال القتالية، هذا يعني انهيار العمق، ويعني هزيمة أوكرانيا. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بذلك.
وتقول النظرية الثالثة أن الأمريكيين يريدون "عملية مينسك" جديدة. لا يهم ماذا سيطلق عليها- عملية اسطنبول أم الرياض- وفي الوقت نفسه، لن يرفع الغرب العقوبات عن روسيا. وأوكرانيا، بالطبع، سترفض أي ضمانات بعدم الانضمام إلى الناتو. في الوقت نفسه، ستنتظر أوكرانيا ورعاتها الغربيون اللحظة المناسبة لهم لبدء حرب ضد روسيا.
هل روسيا في حاجة إلى هدنة؟ هناك مدخلان متعارضان تماما. وفقا للأول، تحتاج روسيا إلى التقاط أنفاسها ليس أقل من أوكرانيا. لكنها، وفقا لمدخل آخر، من خلال الموافقة على الهدنة، ستضيع فرصة إنهاء أوكرانيا.
ما هي الأهداف الحقيقية للأميركيين؟ هل ستكون هناك مفاوضات أم لا؟ من شأن الزمن وحده أن يعطي إجابة عن هذا السؤال.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب