عهد دينغ سياو بينغ. وما إنِ انتهت الحرب الباردة، بعد أن أنهكتِ العظمييْن، حتّى صحا العالم على صعود المارد الصّينيّ: الوحيد الذي لم يُرهِق نفسه بتكاليف تلك الحرب ولا الانغمار في أزمات العالم؛ والوحيد الذي قدّم للعالم نموذجاً لبناء القوّة العظمى من دون استعمار أو حروب واقتسامِ غنائم وإقامة مناطق نفوذ...
من البيِّن، إذن، أنّ تجربة الصّين في التّنميّة وتحقيق التّقدّم واكتساب موارد القوّة نموذجيّةٌ في بابها وغيرُ مسبوقة. إنّ سرّ نجاحها يكْمَن في القاعدتين التي أخذت بهما والتزمتهما طوال السبعين عاماً الماضية: الاعتماد على الذّات وعلى الموارد البشريّة القوميّة، والتّفرُّغ للبناء الاقتصاديّ والتّنميّة العلميّة بعيداً من مشكلات السّياسة الدّوليّة.