الاحتلال قام بخطوة استعمارية توسعية حين قرر ضم القدس الشرقية بعد احتلالها، ولم يتوقف عند ذلك بل انه مارس ومنذ عشرات السنين كل اساليبه ومخططاته لتهويد المدينة بالاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية وتهجير المواطنين وغير ذلك من الخطوات.
وآخر هذه الاجراءات وليس اخيرها، مخططه لمضاعفة اعداد المستوطنين في حي الشيخ جراح واستكمال احاطة عاصمتنا الموعودة بطوق يهودي والسيطرة ليس على المدينة فقط ولكن على محيطها الاوسع وذلك لهدف واضح وهو منع تواجد فلسطيني في هذه المنطقة وضمان السيطرة المستقبلية مهما تغيرت الظروف.
الا ان الاحتلال الذي يمارس هذا الغباء السياسي لا يفكر في ان وجودنا الوطني البشري وتزايد اعدادنا سيظل شوكة في حلوقهم وعائقا استراتيجيا كبيرا امام تنفيذ مخططاتهم.
ان في القدس ومحيطها مئات الاف الفلسطينيين الصامدين والمتمسكين بعاصمتهم والحريصين على مستقبلهم، وكذلك فان ملايين او مليارات العرب عموما والمسلمين في كل انحاء العالم يتطلعون من اعماقهم ومن ملء مشاعرهم، الى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومن المستحيل ان يتخلوا عن ذلك ولن يسمحوا بالاساءة اليه رغم ما يقوم به مئات اليهود المتطرفين من اقتحامات متكررة لساحاته بشكل استفزازي لا يتوقف، ولكنه بالتأكيد يثير سخط وغضب كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
لقد مر على القدس مستعمرون كثيرون وحاول بعضهم تغيير واقع المدينة بالقوة والسيطرة والنفوذ، ولكنهم في النهاية انتهى عهدهم وسيطرتهم وظلت القدس عربية فلسطينية مسلمة شامخة قوية، وهذا هو حال الاحتلال الاسرائيلي الذي مصيره الزوال رغم كل ما يتخيله المحتلون، وستبقى القدس عربية فلسطينية شامخة قوية وفي التاريخ شواهد كثيرة، والمستقبل لنا مهما كثرت التحديات والمخططات الاحتلالية ...