قضية تسجيل المكالمات قديمة في العالم الحديث، ومرفوضة قانونيا، لمساسها بحرمة المراسلات، والحياة الخاصة للأفراد، ولا تقدم دليلا في المحاكم الجزائية، ولا الجنائية، إلا في الجريمة الإرهابية، وبإذن سابق للتسجيل من القضاء، يحدد وفق قانون الدولة المعنية، ويتراوح بين قضاء التحقيق، والنيابة العامة.
وثمة ضوابط كالتالي:
أن يتم الحصول على التسجيلات بمحض إرادة المتحدث ودون إكراه، أو تأثير من القائم به، ودون استخدام أي وسيلة من وسائل الخداع ، والحيل غير المشروعة.
أن يكون استعمال جهاز التسجيل بمعرفة الجهات القضائية، أو تحت إشرافها، مع تسبيب أمر التسجيل، ويتضمن ذلك التسبيب بيان الدلائل التي قامت ضد المتهم، ومدى كفايتها، وبيان الفائدة المتوخاة من الإجراء.
أن يتم ذلك التسجيل وفق ضوابط المشروعية، ودون الخروج عليها، ولذا لا يقبل في غير جريمة الإرهاب بنص القانون.
اقتصار استخدام هذه الوسيلة في الجرائم الخطيرة، المحددة في قانون الإرهاب.
وتبقى القيود الفنية أيضا، وهي:
التأكد من أن الصوت المسجل يعود إلى المتحدث ذاته.
ثم أن يكون التسجيل قد رسم صورة كاملة للمكالمة من بدايتها إلى نهايتها.
—————————-
كثيرون لا يفهمون أن تسجيل المكالمات يضعف مواقفهم، ولا يدركون أن هذا مقرر في القانون الجنائي الموريتاني، وفي جميع القوانين الجنائية العالمية، من أمريكا، لفرنسا، لإيطاليا، للمغرب، للجزائر، والسعودية، وموريتانيا، والدنمرك، والنرويج، والسينغال، ومالي!!!!!
كثيرا ما حدثني أحدهم عن أنه سيترصد مكالمة لآخر، ليزجه بالسجن، أو يتحفه بالغرامة، أو المصادرة، أو الحرمان من الحقوق الوطنية، فأجيبه يا عزيزي هذا لا يجوز بنص القانون، إلا إذا كانت جريمته كبيرة جداااااا، بحيث تصنف جريمة إرهابية، وتكون أنت تمتلك إذنا مسبقا من قاضي التحقيق، أو النيابة العامة، وإذا لم تمتلك مثل هذا الدليل، وسجلت مكالمة أحدهم، جاز أن يقاضيك بتهمة التشهير، والمساس بالسمعة والإعتبار، والحياة الخاصة، وحرية المراسلات، وطبعا ستسقط في فخ حينها، لأن هذه الأمور من صنف الحقوق المقدسة، المحمية في الدساتير، وفي المواثيق والصكوك الدولية لحقوق الإنسان، وحين لا تحترمها تكون وقعت في الحفرة، التي حفرت لأخيك، واعددتها لاستقبالك!!!!
أنتومه هون أهل القانون والاختصاص؟
عجيب أني لم أركم أثرتم هذه الجزئية، الواضحة الناصعة في القانون، فهل نسيتم بعض الدروس كما نسيناها، وإن بقيت المواضيع الكبرى، ومفاتيح القانون في الذاكرة ؟
دداه الهادي