استهداف المسجد الاقصى من قبل منظمات وجماعات الهيكل وجوقة المستوطنين واعضاء كنيست في تصاعد مستمر، الامر الذي ينذر بأوخم العواقب، ويضع المسجد على اعتاب الاستيلاء عليه من قبل هذه المنظمات والجماعات خاصة ما يسمى جماعات الهيكل المزعوم، وليس فقط تقسيمه مكانياً بعد ان تم تقسيمه زمانياً.
فهذه المنظمات والجماعات الاستيطانية وعلى رأسها جماعات الهيكل المزعوم المدعومة ليس فقط من المستوى السياسي الاحتلالي، بل ايضاً من القضاء الاحتلالي الذي يخضع لأوامر السلطة السياسية، من جهة ومنظمات وعصابات الاستيطان، خاصة وان المجتمع الاسرائيلي اصبح يمينياً وعنصرياً بدرجة كبيرة جداً، ان لم نقل اكثر من ذلك، تعمل ليل نهار من اجل هيمنتها على الاقصى المبارك أمام مرأى ومسمع العالم العربي والاسلامي والعالم أجمع، دون اي تحرك فعلي وعلى أرض الواقع لحمايته خاصة وانه مكان مقدس تأتي مكانته بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
فما معنى رصد جماعات الهيكل لمكافآت مالية لمن ينفخ من المستوطنين في البوق داخل الاقصى ويدخل القرابين النباتية بداخله خاصة في الحادي عشر من الشهر الجاري أي اليوم الاول لعيد العرش اليهودي. وما معنى قيام هذه الجماعات والحركات والجمعيات بتوجيه دعوات لليهود المتطرفين لتنفيذ اكبر اقتحام للأقصى في عيد العرش من قبل هؤلاء الى جانب عائلاتهم.
ان ادخال القرابين النباتية مثل سعف النخيل، والنفخ في البوق يعني ان حدث ذلك لا سمح الله، اعلان هيمنة وسيادة اليهود عليه وتكريسه للعبادة اليهودية حسب المعتقدات التوراتية لديهم. وما معنى ايضاً سماح محكمة الاحتلال لهذه الجماعات بالنفخ في البوق في مقبرة باب الرحمة.
ان ذلك يعني التمهيد للنفخ في هذا البوق داخل المسجد الاقصى المبارك، وعندها لا أحد يعلم ماذا سيحصل أو الى أين ستتجه الامور والاحوال.
ان المقدسيين ومعهم أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني هم وحدهم حتى الآن يتصدون لهؤلاء المستوطنين الذين يقومون باقتحاماتهم اليومية للأقصى تحت حراسة قوات الاحتلال، الامر الذي يدعو الكل الفلسطيني الى مساندتهم بكل السبل والوسائل المتاحة والمعترف بها دولياً والمنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية.
ان الاقصى يمر في مرحلة الخطر الداهم وعلى الجميع تحمل مسؤولياته قبل فوات الاوان، وعندها لا ينفع الندم، وكفى اصدار بيانات الشجب والاستنكار وحان الوقت لاتخاذ اجراءات عملية على الارض لحمايته.