كتبت داريا لارينا، في "إكسبرت رو"، حول المنافسة بين مرشحي روسيا والولايات المتحدة على رئاسة الاتحاد الدولي للاتصالات.
وجاء في المقال: اليوم 29 سبتمبر، تجرى في رومانيا انتخابات لشغل منصب رئيس أهم منظمة تكنولوجية في العالم هي، الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وهذا الاتحاد أحد أقسام الأمم المتحدة. وفي هذه الانتخابات، يواجه المرشح الروسي ممثل الولايات المتحدة.
الاختيار بين روسيا وأمريكا في المواجهة الانتخابية سيحدد مصير الإنترنت في السنوات القليلة المقبلة. فعلى المحك مسألة ما إذا كان فضاء الإنترنت سيظل منصة لامركزية ومفتوحة نسبيا، أو ما إذا كان سيصبح أكثر انقساما ويخضع لسيطرة الدول والشركات الوطنية.
في السباق الثنائي، يتحرك من جهة النائب السابق لوزير التنمية الرقمية والاتصالات ووسائل الإعلام في روسيا رشيد إسماعيلوف، ومن الجهة أخرى، المديرة السابقة لمكتب تنمية الاتحاد الدولي للاتصالات، الأمريكية دورين بوغدان مارتن.
وفقا لطروحاتهما الانتخابية، يلاحظ أن لدى بوغدان مارتن وإسماعيلوف الهدف الأساسي نفسه: توفير الوصول إلى الإنترنت للجميع تماما بحلول العام 2030. ولكن رؤيتهما للشبكة العالمية على طرفي نقيض، على الرغم من الشعار المشترك.
فوغدان مارتن تركز على كيفية الحفاظ على المشهد الحالي المفتوح على الإنترنت، بينما يخطط إسماعيلوف "لإضفاء الطابع الإنساني" على البنية التحتية الرقمية، فضلاً عن تعزيز سلطات الدول في تنظيم الشبكة.
على مدى السنوات الثماني الماضية، ترأس المنظمة الأمين العام جاو هولين.
حقيقة أن الصين تسعى إلى الحفاظ على سياسة الإنترنت المغلقة، بشكل عام، ليست سرا. لكن المعارضين يخشون من أن انتخاب ممثل روسي لمنصب الرئيس، سيؤدي إلى اختراق النموذج الصيني للشبكة العالمية بأكملها.
لم تُخف موسكو أبدا تعاطفها مع بكين، بما في ذلك فيما يتعلق بتنظيم فضاء الإنترنت. لقد خططت الحكومة الروسية بالفعل لإصدار قانون بشأن عزل الجزء الخاص بروسيا "رو.نت"، وفي العام 2021، أبرمت اتفاقية مع الصين، تؤكد "الحفاظ على الحق السيادي للدول في تنظيم الجزء الوطني من الإنترنت".
تعود جاذبية ترشيح روسيا في هذه الانتخابات جزئيا إلى الاقتصاد الكلي: من الواضح أن الاتفاق بين بكين وروسيا مفيد لعدد من البلدان التي تسعى إلى صلاحيات أوسع لتنظيم شبكاتها المحلية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب