شاهد العالم عامة والعالم العربي والاسلامي خاصة، أمس التصعيد الاحتلالي في القدس وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك حيث الاعتداءات والاقتحامات وتدنيس الحرم الشريف، دون رادع يردع هؤلاء المستوطنين وغلاة المتطرفين اليهود وأعضاء كنيست من اليمين الفاشي.
فاقتحام المسجد الاقصى المبارك أمس بمئات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، والاعتداء على المعتكفين بداخله، ومنع المسلمين من الصلاة في داخله، والسماح للمتطرفين اليهود بإقامة صلوات تلمودية في أحد أقدس المقدسات الاسلامية، والنفخ في البوق في مقبرة باب الرحمة وعلى أبواب المسجد الاقصى، هو دليل واضح على ان دولة الاحتلال تعمل بكل الطرق والوسائل من اجل تقسيم الاقصى مكانياً بعد أن قسمته زمانيا، وان النفخ في البوق في مقبرة باب الرحمة هو مقدمة للنفخ داخل المسجد الذي بارك الله حوله.
فأين أمة محمد من هذه الاعتداءات التي تتصاعد يوماً بعد آخر في محاولة لإقامة هيكلهم المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة، والاستيلاء على كامل الحرم الشريف، بعد ان سيطرت على بعض المدارس والمباني المحيطة، وأين العالم العربي الذي بدلاً من مقاومة الاحتلال والضغط الدولي عليه من اجل وقف اعتداءاته وجرائمه، نراه لا يحرك ساكناً وفي أحسن الأحوال يصدر بيانات شجب واستنكار وكفى الله المؤمنين شر القتال.
منذ احتلال عام 1967 ونحن نقول ان المسجد الاقصى في خطر داهم، وان سلطات الاحتلال تستغل الوقت والظروف من أجل بسط كامل هيمنتها على الحرم القدسي في اطار سياسة خطوة وراء اخرى، وهذا الامر ادى حتى الآن الى الاقتحامات واقامة الصلوات التلمودية والنفخ في البوق أمام بواباته، واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن فالخوف من ان يصحوا العالم على جريمة هدم الاقصى لا سمح ولا قدر الله، وهذا ما تسعى اليه وتعمل من أجله دولة الاحتلال ممثلة بقطعان المستوطنين، واليهود العنصريين من أمثال بن غفير وغيره من أعضاء الكنيست ومن لف حولهم.
كما ان جنود الاحتلال حولوا القدس الشرقية المحتلة الى ثكنة عسكرية واعتدوا على المواطنين والمصلين الذين اضطروا للصلاة على أبواب الاقصى الشريف.
ان الامور في القدس تسير من سيء الى أسوأ بفعل الصمت العربي والاسلامي على انتهاكات الاحتلال وجرائمه التي باتت لا تعد ولا تحصى.
صحيح ان المقدسيين ومعهم فلسطينيو الداخل يدافعون عن الاقصى ويتصدون لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بصدور عارية، إلا ان ذلك لا يكفي وهم بحاجة للمساندة والدعم من قبل الكل الفلسطيني والعربي والاسلامي لإفشال مخططات الاحتلال كما أفشلوا في السابق البوابات الحديدية والكاميرات الالكترونية وغيرها الكثير الكثير.
فهل من مستمع أو مجيب، خاصة وان الدفاع عن القدس وفي القلب منها الاقصى هو فرض عين وواجب على كل عربي ومسلم.