تبدأ اليوم في نيويورك الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وسط ظروف دولية في غاية من الصعوبة، حيث الحروب المباشرة وبالوكالة وتوترات دولية الامر الذي يجعل من هذه الاجتماعات والخطابات التي سيلقيها العديد من قادة العالم، زيادة التعقيدات على المستوى الدولي في ضوء توتر العلاقات بين الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين ومن لف لفهم من الدول الاخرى. وما يهمنا في هذه الاجتماعات وبالدرجة الاولى هو قضية شعبنا الوطنية التي في إعتقادنا ان العديد من الدول ستسعى الى تجاهلها أو بصورة أدق الى المرور عليها مر الكرام على اعتبار ان هناك من المشاكل في العالم له الاولوية على هذه القضية التي مر عليها اكثر من قرن وعلى الاحتلال الاسرائيلي العنصري والاحلالي اكثر من ٧٣ عاماً.
صحيح ان الرئيس عباس سيلقي خطاباً أمام الجمعية العامة، يتحدث فيه عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي حولتها انتهاكات الاحتلال الى جحيم لا يطاق، وان المنطقة على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة بسبب ما ترتكبه قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين من جرائم بحق شعبنا في محاولة بائسة للنيل من صموده فوق أرضه التي زرعها ويعمل الاحتلال على زراعتها بالمستوطنات والتي اصبحت المدن والبلدات والقرى والمخيمات عبارة عن جزر وسط هذه المستوطنات وجرائم المستوطنين من حرق للأحياء وقطع للأشجار واعتداءات ليلية على المواطنين وبلداتهم وقراهم، إلا أن العالم في هذه المرحلة من التاريخ لا يستمع الا للأقوياء، وما دام هناك انقسام مدمر وانعدام الوحدة الوطنية فإن العالم سيمر مرور الكرام على قضية شعبنا وهذا ما دفع ويدفع دولة الاحتلال على مواصلة جرائمها المتصاعدة يومياً والتي طالت البشر والشجر والحجر، خاصة ايضاً في ضوء الدعم الاميركي والغربي لهذا الاحتلال الغاشم على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف.
وهذا الامر وسواه من الامور الاخرى يجب ان تكون الدافع الأساس لإعادة النظر في كل ما سبق على الصعيد الفلسطيني الداخلي والعمل بجدية على انهاء الانقسام الاسود الذي ألحق أفدح الاضرار بقضية شعبنا الوطنية وصولاً الى الوحدة الوطنية الشاملة التي هي الطريق الوحيد لتحقيق الانتصار وهزيمة المؤامرات التصفوية والسير بقضية شعبنا نحو بر الامان أو عدم التوقع من اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة من اتخاذ اية خطوات عملية على صعيد الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه على أقل تقدير. فموقع قضيتنا في هذه الاجتماعات لن يكون في أعلى سلم الأولويات.
القدس