تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول استمرار إسرائيل في استهداف مواقع إيرانية في سوريا.
وجاء في المقال: قصفت إسرائيل، مساء الثلاثاء، مطار حلب (المدني) شمالي سوريا، للمرة الثانية خلال سبعة أيام. وذكرت وسائل الإعلام أن الهدف كان مخازن أسلحة تابعة لقوات تابعة لإيران. وبحسب مصادر عربية وإسرائيلية، فقد طلب الجيش الروسي مرارا من زملائه الإيرانيين تغيير مواقع التشكيلات المسلحة الخاضعة لسيطرته حتى لا تتستر بالروس والسوريين كدروع بشرية.
هناك آلية تحذير بين روسيا وإسرائيل، لكن الجانب الروسي يلاحظ، دائما وبأسف، أن الإسرائيليين عادة ما يبلغون عن هجماتهم قبل أقل من دقيقة من تنفيذها، عندما تكون الطائرات قد باتت في الجو. وفي الوقت نفسه، كان هناك اتفاق سابق على أن تتجنب إسرائيل المناطق التي فيها منشآت عسكرية روسية في سوريا، إنما يجري، في الآونة الأخيرة، انتهاك هذا الاتفاق بشكل متزايد.
فخلال الصيف وحده، ضرب الإسرائيليون مرتين أهدافا في منطقة ميناء طرطوس، حيث توجد قاعدة البحرية الروسية. ولا تخفي روسيا استياءها من النشاط الإسرائيلي في سوريا.
تدرك إسرائيل أن الجيش الروسي لن يدخل في مواجهة مباشرة مع الإسرائيليين ولن يتدخل في هجماتهم، بالإضافة إلى أن روسيا لا مصلحة لها بتحويل سوريا إلى ساحة لصراع إقليمي جديد. وهكذا، فلا يرون في إسرائيل، خيارا أمام موسكو ودمشق سوى الضغط على الإيرانيين. مع العلم بأن هذا التكتيك، حتى الآن، إذا كان له تأثير، فإنه تأثير قصير الأجل. بالإضافة إلى ذلك، أكدت روسيا على الدوام أن الحديث لا يدور عن ضغط، إنما طلبات. وفي الوقت نفسه، تنتظر موسكو أيضا مساعدة الإسرائيليين في حل بعض المسائل. فهناك يأملون بشكل خاص في أن تتمكن إسرائيل من إقناع الأمريكيين بمغادرة المنطقة التي يسيطرون عليها في جنوب سوريا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب