تحت العنوان أعلاه، كتب مدير مؤسسة التعاون الروسية "روس سوترودنيتشيستفو" يفغيني بريماكوف، في "فزغلياد"، حول حرص روسيا على أن لا تكون البادئة باستخدام السلاح النووي.
وجاء في المقال: هل الصراع الحالي عالمي؟ من حيث نطاقه، نعم. لكن عندما نقول إن حربا شاملة اندلعت ضد روسيا، فهل هذه الحرب تجري مع العالم كله؟ وهل نحن على استعداد لـ "الاندفاع" عسكريا بشكل استباقي ضد ذلك الجزء من العالم الذي يجري معه هذا الصدام الآن بشكل غير مباشر، أم ترانا مستعدون حقا لأن نبدأ بضرب "مراكز صنع القرار" في لندن ووارسو وبروكسل وواشنطن؟ إلا إذا كان الحديث يدور عن ضربات انتقامية أو استباقية أو مضادة أو غير ذلك من الضربات الحتمية التي تبدأ معها الحرب العالمية الثالثة؟
وثائقنا الاستراتيجية، ومعاهداتنا الدولية، وكل شيء يقول إننا لا نريد أن نكون أول من يستخدم الأسلحة النووية، طالما أن بقاء البلاد ليس على المحك. هذا يعني أن الحرب الشاملة الأشد قسوة ضد روسيا يمكن أن تنتهي بطريقتين: إما نهاية العالم، أو قيام نظام عالمي جديد بعد أن يدرك "الغرب الجماعي" أنه لم يعد يحكم بقية العالم.
من غير الوارد بالنسبة لنا أن نُهزم في هذا الصدام: لقد أوضح الغرب أنه أخذ في الاعتبار تجربة أواخر التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما لم تفوت روسيا فرصة النهوض من الدمار. وبالتالي، فهذه المرة لن يتيح الغرب لروسيا فرصة ثانية. ومع ذلك فلا يزال لدينا أدوات إلى جانب الرد بإطلاق صراع الفناء: الشتاء القادم، كما تعلمون، والأسعار والوظائف.
بالإضافة إلى ذلك، سئم بقية العالم أيضا من إملاءات الحضارة الغربية، بما في ذلك لأن روسيا ليست معزولة، فهي لا تزال منفتحة على العالم. لذلك، فهذا الصراع العالمي ليس بعد صراعا بين روسيا وبقية العالم، ولا تزال لديه فرصة أن لا يتطور إلى انتحار عالمي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب