تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بافيرين، في "فزغلياد"، حول التغيّر الحاد في موقف الشعب الروسي من الدول الغربية في الفترة الأخيرة.
وجاء في المقال: أكثر من ثلاثة أرباع المواطنين الروس يصفون الولايات المتحدة بـ عدو بلدهم. لم تُسجَّل مثل هذه السلبية في تاريخ البحث الاجتماعي كله في روسيا.
ولكن، في حين أن الموقف السلبي تجاه الولايات المتحدة يسود في المجتمع الروسي منذ فترة طويلة، فإن إدراج دول الاتحاد الأوروبي الكبيرة بين القوى المعادية يشكل علامة على الأزمنة الأخيرة. ففي العام 2019، كان 9٪ من الروس يعدون ألمانيا عدوة، مقابل 5٪ يرون فرنسا كذلك، وحتى بولندا كان 12٪ فقط يصنفونها عدوة. أما الآن فالأرقام على التوالي 32٪ و21٪ و28٪.
وبسبب دور ألمانيا في الصراع في أوكرانيا، فإن شعبنا بات يكرهها أكثر من بولندا. أما حاجة أوروبا الغربية إلى ذلك كله فحديث آخر، وليس هناك إجابة قاطعة عن السؤال حول ذلك. لكن معظم الإجابات تدور حول مصلحة أمريكية. فالولايات المتحدة المستفيد الواضح الوحيد من الصراع الحالي بين قائمة الأعداء التي يتصورها الروس.
من الواضح بالفعل أن هذه الأزمة ستضعف أمريكا بدرجة أقل بكثير من أوروبا. صحيح أن واشنطن تراهن على إضعاف روسيا، أولاً وقبل كل شيء، لكن سقوط الاتحاد الأوروبي المنهَك في تبعية كلية وطويلة الأجل هدف أمريكي أيضا.
مدير وكالة الاستخبارات الخاصة ستراتفور (المعروفة أيضا باسم "وكالة استخبارات الظل")، جورج فريدمان، يصر منذ سنوات على أن منع قيام تحالف روسي ألماني من أهم المهام الاستراتيجية في أوروبا. وإذا كان هذا صحيحا، فإن واشنطن أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدفها الاستراتيجي، إذا لم نأخذ في الاعتبار الفترة 1941-1945.
لكن ما لا تريد واشنطن أن تفهمه هو أن روسيا ستخرج من هذه الأزمة دولة أكثر خطورة مما كانت عليه حتى عهد قريب، دولة لن تحاول الاتفاق بعد اليوم على شيء، وتنطلق من موقف قاطع "ليس هناك ما يمكن الحديث عنه معهم"، معتمدة على رأي الأغلبية في المجتمع وممارسة النخب السياسية.
بضغوط العقوبات ومشاريعها في أوكرانيا، جعلت واشنطن الحرب الباردة الجديدة تحظى بشعبية حقيقية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب