أعلنت جهات اسرائيلية مختلفة بينها وزارة الاسكان والاستيطان وشركات خاصة، عن اتفاق مشترك يتم بموجبه بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة على اراضي بيت جالا بالقرب من مستوطنة جيلو القائمة هناك منذ سنوات ، كما ان من المتوقع ان تصادق الحكومة الاسرائيلية على اقامة مئات الوحدات الاستيطانية في القدس، الاسبوع القادم، وتأسيس احياء جديدة بكل متطلباتها من الكهرباء والماء والشوارع وغير ذلك.
وتجيء هذه الخطوات الاستيطانية الواسعة ردا غير مباشر على تصريحات ومواقف الرئيس الاميركي الذي اكد فيها معارضته للاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية - خلف الخط الاخضر، ومحاولات السفير الاميركي في اسرائيل توم نيدز من اجل منع المصادقة على مخططات الاستيطان هذه.
ولعل من المثير للانتباه قول مدير احدى شركات الاستيطان: لقد انهينا مؤخرا حفر نفق حائط البراق الذي يعتبر مشروعا فريدا من نوعه وله اهمية كبيرة، وهم كما هو معروف يسمون المنطقة بمنطقة الهيكل او المبكى او الحائط الغربي.. وهو لم يتطرق الى تفاصيل هذا النفق ولا مسيرته، وهو بالتأكيد يؤثر على المسجد الاقصى المبارك والحرم القدسي الشريف عموما..
هذه بعض مخططات الاستيطان والتهويد التي تجري في عاصمتنا الموعودة بشكل خاص، وبالضفة الغربية بشكل عام بالاضافة طبعا الى ما يجري في الاغوار من مصادرة للارض وتهجير للمواطنين والمساعي المستمرة لتقطيع اجزاء الضفة الغربية وجعل التواصل بين هذه الاجزاء مستحيلا او شبه مستحيل، مما يعني ان الحديث عن دولة فلسطينية بات اقرب الى الخيال والمستحيل، وبالتالي فإن شعار حل الدولتين صار عبثا ويجب التفكير بالمطلوب في هذه المرحلة، مع التمسك القوي والثابت بالحقوق والارض والمستقبل، لأن هذه ارضنا ولن نتنازل عنها رغم كل الصعوبات والعوائق والتحديات.
واذا كان حل الدولتين قد ابتعد بينما تواصل اسرائيل القضاء عليه بالاستيطان والممارسات الاخرى الكثيرة والمعروفة فإن حل الدولة الواحدة من النهر الى البحر يبدو وقد اصبح الاقرب والاكثر قابلية للتنفيذ رغم كل المعيقات الاسرائيلية والرفض المطلق والاعمى لحل الدولة الواحدة، ولكن اسرائيل ترفض نظريا وتنفذ عمليا، والايام القادمة خير دليل..!!