منذ زمن بعيد ونحن نؤكد بأن أي رهان على الولايات المتحدة الامريكية وامكانية ان تغير احدى الادارات من موقفها الداعم لدولة الاحتلال، رغم ما تمارسه هذه الدولة من انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني والعديد من الشعوب العربية، بل على العكس من ذلك، فإن الدعم الاميركي لدولة الاحتلال في تزايد مستمر وعلى جميع الصعد وفي مختلف المجالات.
وليس أدل على ذلك من معارضة الولايات المتحدة الاميركية للمساعي الفلسطينية من اجل الحصول على عضوية كاملة في الامم المتحدة وليس فقط دولة مراقب، وذلك من اجل اعادة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الى سلم أولويات العالم، ولكسر الجمود الذي يخيم الآن على القضية الفلسطينية، خاصة في ضوء الانتهاكات الاسرائيلية وجرائم هدفها الحيلولة لا الآن ولا في المستقبل اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.
ومع ان الولايات المتحدة تدعي بأنها ما تزال مع حل الدولتين لشعبين، إلا ان تصريحات الرئيس الاميركي خلال زيارته الاخيرة للمنطقة، اكدت بأن هذا الادعاء هو لذر الرماد في العيون ولإعطاء المزيد من الوقت لدولة الاحتلال للإجهاز النهائي على أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية. وإلا ما معنى ان يقول الرئيس بايدن بأن الوقت الراهن غير موات لإقامة الدولة الفلسطينية؟!.
ان اي مواصلة للرهان على الموقف الاميركي هو رهان خاسر، وان الرهان هو على شعبنا وشعوب أمتنا العربية والاسلامية، وان مواصلة القول بأن هناك احتمال أو اكثر لتغير الموقف الاميركي هو مجرد مضيعة للوقت، وان الوقت قد حان لتوحيد الساحة الفلسطينية وانهاء الانقسام المدمر ووضع برنامج عمل مشترك لمواجهة التحديات ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وعلى الجانب الفلسطيني مواصلة جهوده من اجل الحصول على عضوية فلسطينية كاملة في الامم المتحدة، لكي يعترف العالم بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وفق الرؤية الدولية التي اكدت على ذلك، ولكن بدون ان تجبر دولة الاحتلال على تنفيذ هذه الرؤية التي باتت بفعل الاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية بعيدة المنال.
وحتى لو استخدمت الادارة الاميركية حق الفيتو في مجلس الامن ضد المساعي الفلسطينية للحصول على عضوية دولة كاملة تحت الاحتلال، فإن ذلك يكشف حقيقة الادارات الاميركية قاطبة، والتي تعمل على اعطاء الوقت الكافي لدولة الاحتلال كي تواصل سياسات الضم والتوسع واقامة المزيد من المستوطنات التي اصبحت كالسرطان في الارض الفلسطينية، الى جانب مضاعفة اعداد المستوطنين في الضفة بما فيها القدس حيث وصل عددهم الى ما يقارب المليون مستوطن يعيثون في الارض فساداً ويعتدون بدعم من قوات الاحتلال على المواطنين واراضيهم ومنازلهم.
ومثلما وحد موقف الرئيس عباس من رفضه ادانة عملية ميونيخ بإسم الشعب الفلسطيني وتذكير بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا وارضه ومقدساته، الساحة الفلسطينية فإن مواصلة المساعي الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة سيوحد ايضاً الساحة الفلسطينية وربما، بل من المؤكد ان هذه الخطوات ستساهم في تقريب وجهات النظر واستعادة الوحدة الوطنية التي لا بديل عنها لتحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
المصدر : القدس