تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في "أوراسيا ديلي"، حول أسباب تطبيع أردوغان علاقات تركيا مع إسرائيل.
وجاء في المقال:على خلفية تزايد النزاعات في العالم، تظهر استثناءات نادرة أحيانا حين تتراجع البلدان عن المواجهة. أحد الأمثلة على ذلك، تطبيع تركيا العلاقات مع إسرائيل مؤخرا.
فما الذي دفع تركيا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
السبب الأول والأكثر وضوحا في سريان الدفء بالعلاقات مع إسرائيل هو رغبة أردوغان في تحسين الوضع الاقتصادي في تركيا. فعلى الرغم من طموحات أردوغان في السياسة الخارجية، لا يمكن لتركيا أن تبقي، من وجهة نظر اقتصادية، على الصراعات مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، وعلى المنافسة مع روسيا وإيران، والمواجهة مع اليونان وقبرص. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد اليوم هو المجال الذي يمكن أن يساعد أردوغان في الفوز في الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو 2023، كما يمكن أن يؤدي إلى انهياره سياسيا.
السبب الثاني يتعلق بالاتجاهات في الاقتصاد العالمي. فعلى خلفية المواجهة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وما يترتب عليها، تظهر أمام تركيا فرصة للاستفادة من الأوروبيين والروس دون المشاركة في مواجهة العقوبات.
السبب الثالث يتعلق بالطاقة. من المهم لتركيا أن تنسف أخيرا مشروع خط أنابيب الغاز EastMed. فهو شديد الضرر لأنقرة، فهو لا يعبر أراضي تركيا ولا يأخذ في الاعتبار المصالح الاقتصادية لجمهورية شمال قبرص التركية.
بالنسبة لتركيا، سيكون الخيار المثالي هو بناء خط أنابيب غاز من حقل ليفياثان الإسرائيلي عبر الأراضي التركية إلى أوروبا. إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل تجعل مثل هذا السيناريو أكثر واقعية.
لكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يعني أن تركيا ستتوقف عن تنصيب نفسها حامية للمسلمين. وأما الفارق البسيط فهو أن أنقرة في هذه المرحلة تحتاج إلى التضامن والدعم من الدول الإسلامية في اتجاهات أخرى.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب