
كثرت في الآونة الاخيرة التصريحات والبيانات الفلسطينية المطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لشعبنا من جرائم الاحتلال التي يرتكبها يوميا في وضح النهار وأمام مرآى العالم قاطبة، دون ان يحرك هذا العالم ساكنا تجاه دولة الاحتلال باستثناء بعض بيانات الشجب والاستنكار الخجولة والتي اصبح الاحتلال يتعايش معها، بل لا يعيرها اي اهتمام.
ان مطالبة من هذا النوع، هي مجرد مطالبة لرفع العتب خاصة وأن مطلقي هذه التصريحات ومصدري البيانات يعلمون جيدا، ان المجتمع الدولي في واد ونحن في واد آخر، خاصة عندما يتعلق الامر بدولة الاحتلال الذي اسهمت الكثير من دول العالم خاصة امريكا واوروبا في اقامتها على حساب شعبنا وأرضه وتاريخه وحضارته الممتدة آلاف بل ملايين السنين وربما قبل ظهور الديانة اليهودية، حيث سكن هذه الارض اجدادنا الكنعانيون.
صحيح ان مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لشعبنا من تغول الاحتلال هو مطلب صحيح وواقعي، وفي نفس الوقت فهو ينم عن ضعفنا الناجم عن تفرقنا وانقسامنا المدمر والذي جعلنا نستجدي العالم من اجل حمايتنا في حين ان هذا العالم لا يمكنه ان يستجيب لنا ما دمنا على هذا الحال.
ان العالم تحكمه اليوم القوة، فالقوي هو الذي يستجيب العالم لمطالبه، وما دامت دولة الاحتلال المدعومة من الغرب المنافق، ولديها ترسانة عسكرية قوية، فإن العالم في اغلبيته يدافع عنها ويعترف بها، رغم معرفة هذا العالم بمأساة شعبنا، وبأن دولة الاحتلال تمارس يوميا بحقه كل الجرائم من قتل وتدمير وتطهير عرقي وأسرلة وتغيير معالم القدس والداخل الفلسطيني، الى جانب الاستيطان السرطاني الذي لا يتوقف، بل على العكس من ذلك يتمدد على حساب الارض الفلسطينية.
والى جانب هذا وذاك هناك اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يعيثون في الارض والبلاد فسادا لا مثيل له في محاولة لارغام شعبنا على الرحيل، بعد ان فشلت كل المجازر التي ارتكبت وترتكب بحقه، إلا انه بقي صامدا فوق ارض الآباء والأجداد يقاوم ما استطاع اليه سبيلا.
لقد كان ويجب ان يكون من الاجدر بدل مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لشعبنا، ان يقوم اولو الامر منا بالعمل على توفير هذه الحماية، من خلال توحيد الصف الوطني والاتفاق على برنامج وخطة عمل لمواجهة جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين.
فالوحدة الوطنية هي السلاح الامضى في مواجهة قمع الاحتلال والذي وصل الى مستوى جرائم الحرب خاصة ما يقوم به من اعتداءات يومية في الضفة وشن الحروب على قطاع غزة المحاصر منذ حوالي 17 عاما.
وأولى الخطوات في هذا الاتجاه هو انهاء هذا الانقسام الاسود الذي ساهم في تصعيد الاحتلال من جرائمه بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.
فهل من يسمع ويجيب خاصة وأن قضية شعبنا تتعرض لمحاولات التصفية.
المصدر : صحيفة القدس