وحشية الاحتلال تزداد يوماً بعد الآخر بحق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وغيرها الكثير الكثير والناجمة عن صمت المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً إزاء هذه الجرائم الوحشية التي لم يرتكب مثلها حتى في مرحلة القرون الأولى وفي القرون والعصور الوسطى، عندما كان الغرب يلقي بالمعارضين أمام الوحوش الكاسرة لقتلهم.
وها هي دولة الاحتلال تستمد ذلك من مراحل التاريخ البدائية وكذلك من الجرائم التي ارتكبت بحق البشرية والانسانية في الحربين العالميتين الاولى والثانية واللتين أدتا لمقتل الملايين من البشر، وهي ما عرفت بوحشية الغرب.
ودولة الاحتلال التي هي امتداد لحضارة الغرب الاستعماري، تعمل على ما فعلته الدول الاستعمارية ولكن بطرق أكثر وحشية، مما كان في السابق خاصة بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته.
فقيام دولة الاحتلال أمس ومن خلال جنودها بإعدام الشاب محمد الشحام بدم بارد، بإطلاق النار على رأسه بمجرد ان فتح هو ووالده الباب أمام طرقات الوحوش الكاسرة، أمام ذويه، وبدون أي سؤال عن هويته أو لماذا حضروا وفجروا البوابة الرئيسية، وبدون ان يقدم محمد لمحاكمة ان كان قد ارتكب اي ذنب يمكن ان يحاكم عليه، علماً بأن القانون الدولي يجيز للشعب المستعمر أو المحتل مقاومة هذا الاحتلال.
ان ما قامت به قوات الاحتلال من جريمة وحشية بحق الشاب الشحام وكذلك ما قامت به في كل من جنين ونابلس وغزة، هي جرائم بحق الانسانية يحاكم عليها القانونين الدولي ومحكمة جرائم الحرب، الا ان جميع هذه القوانين والمحاكم لا تطبق على دولة الاحتلال التي تواصل غيها، مستمدة ذلك من الدعم الاميركي والعديد من الدول الغربية لها والتي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، وترفع ذلك كشعارات براقة دون تطبيقها، بل على العكس من ذلك تعمل بعكسها، ولولا ذلك لما استطاعت دولة الاحتلال ارتكاب الجرائم بحق شعبنا الذي يعاني أشد المعاناة من وحشية الاحتلال التي باتت تفوق كل ما تعرضت له الانسانية من جرائم لا تغتفر.
ان من يتحمل مسؤولية الجرائم الوحشية للاحتلال هو المجتمع الدولي الذي لا يقوم بمسؤولياته تجاه حقوق شعبنا وتجاه ما تقوم به دولة الاحتلال والتي طالت الاطفال والشباب والشيوخ والنساء، وبعبارة أدق طالت البشر والشجر والحجر.
وما دام المجتمع الدولي لا يقوم بمسؤولياته التي تنص عليها قوانين وأعراف ومواثيق الامم المتحدة التي أقيمت من أجل تحقيق الامن والسلام الدوليين، وخوفاً من مواصلة دولة الاحتلال بتنفيذ شريعة الغاب بحق أبناء شعبنا، فليس أمامنا سوى توحيد صفوفنا وإنهاء مهزلة الانقسام، فالوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد أمام شعبنا لتحقيق كامل أهدافه في الحرية والاستقلال وهزيمة الاحتلال وارغامه على الرحيل عن أرضنا.
ومع كل ذلك فإن عدم تحرك المجتمع الدولي ومحاباة دولة الاحتلال تشكل وصمة عار على جبين هذا المجتمع، الذي يتخلى عن مسؤولياته وبالتالي فإن ما تقوم به دولة الاحتلال هو تهديد للأمن والسلم العالميين الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.