بدأ الاحتلال امس عدوانا عسكريا واسعا ضد قطاع غزة ما ادى لسقوط مجموعة من الشهداء بينهم قادة كبار واطفال، بالاضافة الى هدم عدة عمارات كبيرة ومنازل وتخريب للبنى التحتية.
ويتزامن هذا العدوان مع الجهود المصرية والعربية والدولية الاخرى للتوصل الى تهدئة واسعة ودائمة بين اسرائيل وقطاع غزة، وهو لا يشكل ضربة للتهدئة فقط ولكنه يشكل ايضا ضربة سياسية لمصر بل مساعيها للتوصل الى التهدئة المنشودة.
ومن المؤكد ان فصائل المقاومة في غزة سترد على هذا العدوان، وتدرك اسرائيل ذلك ولهذا فقد اعلنت حالة الطوارئ ومنع التجول في عدد من المدن والمناطق المجاورة للقطاع، تحسبا لرد الفعل المتوقع على عدوانها، والساعات وليس الايام القادمة ستكون الشاهد على هذه التطورات وردود الفعل.
وفي الضفة الغربية، يتمادى الاحتلال في ممارساته حيث اقرت ما تسمى بـ «لجنة التخطيط والبناء» الاسرائيلية مخططا لبناء الف واربعمائة وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة واقامة حي استيطاني جديد قرب رام الله يتضمن بناء 650 وحدة جديدة بالاضافة الى مصادرة تسعين دونما من اراضي كفر مالك وذلك لبدء التخطيط والاستيطان في المنطقة، وغيرها من احياء وضواحي القدس، كما هدمت قوات الاحتلال عشرات المنشآت الزراعية واعتدى المستوطنون على مجموعات متفرقة من المواطنين، وكانوا يحاولون مصادرة الارض وتهجير اهلها.
والحرم القدسي الشريف يتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين، وقد سمحت سلطات الاحتلال رسميا باقتحامه وهم يستعدون لذلك خلال الايام القليلة القادمة في ذكرى ما يسمونه «خراب الهيكل» الذي يصادف يوم التاسع من آب حسب معتقداتهم.
نحن نواجه ممارسات الاحتلال واعتداءاته بكل اشكالها من الضفة الى غزة، والاعتداء العسكري على القطاع وهدم المنازل والعمارات هناك سيؤدي بالتأكيد الى تصعيد عسكري كبير، كما ان الاستيطان وهدم المنازل وتهجير المواطنين بالضفة سيؤدي بالتأكيد الى ردود فعل واسعة ومختلفة، اي اننا في القطاع والضفة على صفيح ساخن في هذه الايام وسيدفع الاحتلال ثمن اعتداءاته كما اننا ندفع ثمن ما يقوم به من ممارسات حقيرة، ولكننا صامدون فوق ارضنا ومتمسكون بقوة بحقوقنا وواثقون ان المستقبل لنا...