بعد أن أرسلت ادارة نادي تشلسي اشارات سلبية الى محيط كريستيانو رونالدو تعبر فيها عن رفضها انتداب مهاجم مانشستر يونايتد في الميركاتو الصيفي، ظهرت بالمقابل خلال الساعات القليلة الماضية اشارات ايجابية تجاه النجم الباريسي نيمار لخلافة الألماني تيمو فيرنر الذي لم يرق مردوده الى مستوى تطلعات مدربه توماس توخيل، ما يفتح الأبواب واسعة أمام ادارة باريس سان جيرمان لتحقيق رغبتها في التخلص من نيمار وتبعاته، رغم تمسك اللاعب بموقفه في الاستمرار مع الفريق، خاصة وأن عقده يمتد الى غاية صيف 2027، وهو الأمر الذي يشعل ملف صفقة مثيرة لتداعيات لا يمكن التكهن بمصيرها، لكنها ستشكل دعما كبيرا لنادي تشلسي تجعله أقوى بكثير مما هو عليه من الناحية الفنية، وتعطي اضافة كبيرة للدوري الانكليزي بانضمام لاعب كبير.
الصفقة تبدو واردة، لكنها مفاجأة كبيرة لكل الأطراف، خاصة تلك التي كانت تعتقد أن نيمار لن يرحل، ولن يجد فريقا يتحمل أعباء راتبه، قبل أن يعطي توخيل الضوء الأخضر للادارة حتى تفاوض النادي الباريسي، خاصة بعد أن رحل روميلو لوكاكو الى الانتر، وقرر المدرب الألماني الاستغناء عن مواطنه تيمو فيرنر الذي تم انتدابه سنة 2019 مقابل 53 مليون يورو، والذي سجل 23 هدفا في 89 مباراة في جميع المسابقات، وكان احتياطيا في أغلب الفترات، ما دفع فريقه السابق لايبزيج للسعي نحو استعادته، ودفع نادي نيوكاسل للتفاوض مع تشلسي من أجل انتدابه، وهو الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام تشلسي للتفكير في انتداب نيمار اذا وافق على المغادرة مثلما ترغب في ذلك ادارة البياسجي للتخلص من راتبه الكبير الذي يشكل عبئا ماليا يمتد الى خمس سنوات قادمة.
الى حد الساعة لا يزال الغموض يكتنف الصفقة في ظل صمت كل الأطراف المعنية، لكن الوقت كفيل بتوضيح الأمور قبل شهر عن انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، لكن تسريبات اعلامية انكليزية تشير الى تواصل سري بين ادارتي تشلسي والبياسجي من دون علم نيمار حتى لا يفقد تركيزه ويواصل تحضيراته للموسم الجديد بجدية غير مسبوقة للاعب كان دائما يتأخر في الالتحاق بتربصات بداية الموسم، وكثير السفريات الى البرازيل كلما تعرض للاصابة، لكن هذا الموسم ظهر أكثر التزاما عندما شعر أن فريقه يريد الاستغناء عنه والتعويل فقط على مبابي وميسي واللاعبين الملتزمين فعلا، خاصة مع التحاق مستشار الرئيس الجديد البرتغالي لويس كامبوس خلفا للبرازيلي ليوناردو، والمدرب كريستوف غالتييه في مكان الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو بعد موسم فاز فيه الفريق بلقب واحد وخرج فيه من ثمن نهائي دوري الأبطال.
اتمام الصفقة سيكون في صالح البياسجي لأنه يريد ذلك، وفي صالح تشلسي من الناحية الفنية لأنه يجعل الفريق أقوى بكثير لمواجهة المان سيتي وليفربول، وحتى أرسنال، ويخدم الدوري الانكليزي الذي يستقطب لاعبا متميزا، وقد يكون في صالح نيمار الذي يتخلص من فريق لا يريده، ويدرك أن استمراره معه سيكون متعبا، ويخلف مشاكل هو في غنى عنها عشية نهائيات كأس العالم التي يريد خوضها مع البرازيل بمعنويات مرتفعة. أما في حالة فشل عملية انتقاله من باريس الى لندن فإن التداعيات النفسية والمعنوية على نيمار ستكون كببرة، تؤثر على مردوده مع الفريق، وعلى انسجام المجموعة التي يراد لها أن يقودها نجم أساسي اسمه كيليان مبابي برفقة ميسي الذي يبقى استمراره ذا جدوى اقتصادية، وقبول جماهيري كبير مقارنة بنيمار الذي تعرض لحملة جماهيرية واعلامية شرسة نهاية الموسم الماضي بسبب مردوده وسلوكياته.
ومن جهته، محيط تشلسي الفني والاعلامي والجماهيري لا يعارض فكرة التحاق نيمار اللاعب بالفريق، لكنه متخوف من انفجار غرف ملابس الفريق اللندني في حالة استقدامه من دون أن يكون راغبا في ذلك، وفي وجود لاعبين أخرين متميزين في صفوف الفريق.
إعلامي جزائري