كتب ألكسندر فيدروسوف، في "إزفيستيا"، حول سعي الولايات المتحدة إلى صب الزيت على نار التوتر في منطقة الشرق الأوسط المضطربة تاريخيا.
وجاء في مقال فيدروسوف، مدير مركز التحليل "استراتيج برو": كانت احتمالات الصراع في منطقة الشرق الأوسط مرتفعة للغاية ولا تزال. فالرغبة المدمرة للولايات المتحدة في تقسيم الشرق الأوسط إلى جماعات متناحرة لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع.
خلال جولته في المنطقة، بيّن الرئيس الأمريكي من هو الخصم الذي يجب أن يقف حلفاء واشنطن ضده: "الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الحالية هو إيران التي تمتلك أسلحة نووية".
يعمل أسياد البيت الأبيض على حل المهام الحالية المتمثلة في الحفاظ على مواقف الولايات المتحدة المهزوزة في المنطقة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط،. وكونهم غير قادرين على تقديم أجندة بنّاءة لحلفائهم، يتصرف الأمريكيون على أساس المبدأ: عليك بإثارة صراع، في أي موقف غير مفهوم، سواء مع الإيرانيين أو الروس أو الصينيين، حسب مصلحتك.
يبدو أن تصريحات جيك سوليفان حول خطط طهران لتزويد موسكو بمئات الطائرات المسيرة كانت لهذا الغرض على وجه التحديد. ليس من قبيل المصادفة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي أكد أن روسيا تطلب من إيران المعدات والأسلحة التي استخدمت لمهاجمة السعودية. بالطبع، لم يكلف سوليفان نفسه عناء تقديم أي دليل يدعم كلماته. ومن الصعب الإيقاع بين موسكو والرياض بهذا الكلام. لكن، كما يقولون، المحاولة واجبة.
أدى التقارب السعودي مع روسيا والصين إلى قلق الأمريكيين، لدرجة دفعت الرئيس الأمريكي إلى القيام بزيارة رسمية للبلاد، التي سبق أن وصفها بالمنبوذة. يبدو أن البيت الأبيض قرر أن فقدان ماء الوجه أفضل من فقدان السيطرة على النظام الملكي العربي ذي الأهمية الاستراتيجية.
إن عادات الأمريكيين السيئة في التفرد بحل القضايا الأساسية يجعل أي اتفاقيات مع الولايات المتحدة غير ثابتة مثل رمال الصحراء العربية. بينما تمكنت موسكو في السنوات الأخيرة من اكتساب سمعة طيبة في المنطقة كشريك يحافظ على كلمته. وهذا، في الشرق الأوسط، محل تقدير كبير.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
