صحيح ان القضية الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة في قمة جدة التي حضرها الرئيس الاميركي جو بايدن وعدد من القادة العرب ، وهذا الامر يؤكد ان القضية الفلسطينية ما تزال هي جوهر الصراع في المنطقة وأنه بدون ايجاد حل دائم وعادل لها ستبقى المنطقة على فوهة بركان، يمكن ان ينفجر في اية لحظة وتنعكس نتائجه وآثاره ليس فقط على منطقة الشرق الاوسط بل وعلى العالم قاطبة.
ان الولايات المتحدة الاميركية هي حاليا بحاجة لمنطقة الشرق الاوسط خاصة الدول العربية ، نظرا لموقع العالم العربي الاستراتيجي حيث يربط بين ثلاث قارات الى جانب ممراته البحرية والجوية، وكذلك ثرواته التي توجد في باطن الارض خاصة النفطية والغاز الذي يسير عجلة الاقتصاد في عدة دول غربية.
وأمام هذه الحاجة الاميركية والاوروبية الناجمة عن الحرب الروسية على اوكرانيا، وتقليص امدادات النفط والغاز الروسيين للعديد من الدول الغربية خاصة المانيا، فإن على الدول العربية خاصة الخليجية استغلال تلك الحاجة الغربية للضغط على الولايات المتحدة من اجل ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بالضغط على دولة الاحتلال لانهاء احتلالها الذي اصبح اطول احتلال في التاريخ.
فالرئيس الاميركي قال خلال القمة ان امريكا لن تتخلى عن منطقة الشرق الاوسط، وانها ستعمل دون ان يكون هناك فراغ كي تملؤه روسيا والصين وايران، وهذه الاقوال يجب ان تدفع ليس فقط الدول العربية بل ايضا الجانب الفلسطيني ، على استغلالها من اجل تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والاستقلال الناجزين وكنس الاحتلال عن ارضنا.. ارض الآباء والاجداد الذين قدموا الغالي والنفيس في الدفاع عنها.
صحيح ان الرهان على الولايات المتحدة هو رهان خاسر ، وان الرهان فقط على الشعوب وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والاسلامية ، الا ان ذلك لا يعفي الجانب الفلسطيني وكذلك الدول العربية والاسلامية من مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى قضية العرب والمسلمين الاولى ، وجوهر الصراع في المنطقة.
وعلى دولة الاحتلال ان تدفع الثمن مقابل عمليات التطبيع العربية التي جاءت على حساب قضية شعبنا، وتستغلها دولة الاحتلال ابشع استغلال وتزعم ان التطبيع العربي تجاوز القضية الفلسطينية ، وانها اي دولة الاحتلال ترفض السلام واعطاء شعبنا حقوقه الوطنية الثابتة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فهل ستواصل دول قمة جدة ضغوطها على الولايات المتحدة ودولة الاحتلال من اجل الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية ، ام ستبقى مجرد اقوال غير مقرونة بالافعال، ولذر الرماد في العيون فقط ، وان غدا لناظره لقريب.