اكد الرئيس جو بايدن مع زيارته للمنطقة، تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لاقامة الامن والاستقرار وتجنب التوتر واسالة الدماء.
والحديث عن حل الدولتين تكرر كثيرا دون ان نرى اية نتائج عملية لذلك، وإنما العكس تماما، فخلال زيارة بايدن هذه لاسرائيل قررت دولة الاحتلال مصادرة نحو 1500 دونم من مناطق مختلفة في كل انحاء الضفة ، في خطوة جديدة قاتلة لاحتمالات حل الدولتين الذي يتحدث عنه، وقد اكدت مصادر اسرائيلية ان اسرائيل قتلت نحو 60 فلسطينيا في الاشهر الماضية ، ولم يتم اعتقال اي جندي او مستوطن على خلفية جرائم القتل هذه.
ومن الواضح ان جولة بايدن الحالية في المنطقة تجيء على خلفية ازمة الطاقة الدولية التي كانت بسبب الحرب الروسية ضد اوكرانيا وقضايا الطاقة التي نتجت عن ذلك. كما ان بايدن يعتبر البرنامج النووي الايراني قضية كبيرة ويجد في اسرائيل تحريضا قويا ضد ايران بحيث يريدون تحويلها الى القضية الاولى في الشرق الاوسط ، وليس القضية الفلسطينية وهم يعملون على التطبيع العربي الاسرائيلي ، وابرز مظاهره مع السعودية.
لقد صدق رئيس وزراء اسرائيل ، لبيد، حين قال الى بايدن : انت صهيوني كبير، لأن الرئيس الاميركي اكد مرارا وتكرارا ان امن اسرائيل يجيء في المقدمة لاهتمامات واشنطن وان بلاده تعمل كل ما بوسعها لتوفير هذا الامن وتعزيزه وتقويته بكل الوسائل الممكنة ومع كل الدول وفي مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والامنية بالمقدمة طبعا.
ان حل الدولتين ، يا سيد بايدن ، يتطلب اولا وقبل كل شيء ، وقف ممارسات الاحتلال ومصادرة الارض واقامة المستوطنات، وقد اعلنوا عن اقامة عدة بؤر استيطانية جديدة اثناء زيارة بايدن وحديثه عن حل الدولتين مما يجعل كلامه عن حل الدولتين مجرد طبل عند اطرش او حديث الهواء بلا قيمة ولا مضمون او مفعول.
قل لنا ايها الزائر المنحاز انحيازا اعمي لاسرائيل ، ما هي قراراتكم تجاه هذه الغطرسة الاسرائيلية والممارسات الاستيطانية والتهويدية في كل ارجاء الضفة والقدس الشرقية بالمقدمة ، ولقد سئمنا من الاقوال ونريد افعالا ومواقف عملية مؤثرة ، فأين انتم من هذا يا سيد بايدن ؟؟!