الجزائر بلد البطولات والتضحيات احتفلت في الذكرى الستين لاستقلالها ، وكان هذا العام احتفالا مميزا بالنسبة لنا لا لحبنا وتقديرنا واعجابنا بهذا البلد الرائد فقط، ولكن لأن جهود الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون نجحت في جمع الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ، ونشرت صور اللقاء في اكثر من موقع رسمي وشعبي ولقيت تعليقات واسعة وتمنيات اوسع..
وكانت الجزائر قد اطلقت مبادرة لتوحيد الصف الفلسطيني وذلك خلال زيارة ابو مازن لها في نهاية السنة الماضية ، ولكن الصف لم يتحد ولم ينته الانقسام منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
ان شعبنا لا يريد للقاء ابو مازن هنية ان يكون مجرد مناسبة عابرة او لحظة اتفاق قصيرة او مجاملة للرئيس الجزائري الذي كان يستضيفهما وانما ان يكون اللقاء بداية لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية التي طال انتظارها..
ان الدول العربية تعد نفسها للقمة التي ستعقد في تشرين الثاني القادم، وبعد هذا اللقاء في الجزائر سيكون من المخجل فعلا ان يظل الانقسام قائما وان نشارك بالقمة ونحن منقسمون ، وهذا يعني لقاء الجزائر يجب ان يكون البداية وليس النهاية، وعلى القيادات في الضفة وغزة وبالمقدمة ابو مازن وهنية ، ان يعملا معا وبيد واحدة لاتخاذ قرار استعادة الوحدة الوطنية واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية شاملة حتى يكون القرار للشعب وللقضية اولا وأخيرا وقبل كل شيء .
ان اول خطوة مطلوبة بعد لقاء الجزائر ان تلتقي القيادات في فلسطين وفوق ارضها وفي مواجهة الاحتلال بكل غطرسته ، وان نقول للانقسام المخجل وداعا والى عدم اللقاء ثانية . فهل يتحقق هذا المطلوب الذي صار اقرب الى الحلم ام اننا ، لا سمح الله ، سنظل ندور بالحلقة المفرغة من الانقسام والموقف الذي يشكل طعنة في قلب القضية بأيدي ابنائها واصحابها والمسؤولين عنها. والكل يعرف ما هو المطلوب ولكن الواجب ان يقوم من بيدهم القرار اتخاذ الخطوات المطلوبة.. فهل يسمعون ام انهم سيظلون يدورون حول المصالح الشخصية والحزبية؟
بعد عودة ابو مازن وهنية تتضح الامور وسنرى قريبا ما هي نواياهم وما هم فاعلون.. والشعب الصابر الصامد لن يرحم أبداً ..!!