كتب ليفون سافاريان، في "أوراسيا ديلي"، حول سياسات أنقرة المقامرة في مجال الطاقة.
وجاء في المقال: من سمات الأزمة في شرق البحر الأبيض المتوسط تعدد الجهات الفاعلة، وتأثيرها الممكن في سوق الطاقة العالمي.
هناك نزال بين أنقرة وأثينا على تشكيل مركز إقليمي للطاقة: تسير تركيا بمنهجية نحو استراتيجية التحول إلى مفترق طرق رئيسي للطاقة، ولكن تطوير حوض بلاد الشام مع إمكانية التعاون الوثيق بين اليونان وعدد من دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى بدعم من فرنسا يمكن أن يؤدي إلى زعزعة المواقف التركية في هذا المجال.
ويتوقف وضع روسيا المستقبلي في سوق الغاز الأوروبية إلى حد ما أيضا على نتيجة الأزمة: فعند تنفيذ عدد من المشاريع، بما في ذلك EastMed، يمكن للدول الأوروبية الوصول إلى حقول الغاز الضخمة، ما سينعكس سلبا على حصة شركة غازبروم الروسية في الاتحاد الأوروبي.
في الوقت الحالي، تبدو أنقرة دخيلة في سباق البحر الأبيض المتوسط، مستبعَدةً من أشكال التعاون الجديدة الناشئة. ومن الأشياء ذات الدلالة بالنسبة لتركيا أن قطر للطاقة وقعت عقدا للتنقيب عن الهيدروكربونات وإنتاجها قبالة سواحل قبرص، على الرغم من معارضة أنقرة وعلاقاتها العسكرية والسياسية الوثيقة مع الدوحة.
من ناحية أخرى، نجحت أثينا في تكثيف التعاون مع دول شرق البحر الأبيض المتوسط الأخرى، وكذلك فرنسا والولايات المتحدة. يتزامن موقف اليونان، الساعي إلى ضمان استكشاف وإنتاج كميات هائلة من الغاز الطبيعي، مع مصالح معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومع واشنطن، في سياق الجهود المبذولة للحد بشكل كبير من إمدادات الوقود الأزرق من روسيا.
يمكن نصح تركيا، التي تعاني عزلة، بالتخلي عن نهج القوة المدمر، ومن الأمثلة الصارخة عليه إغلاق منصة الحفر الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط. وفي ظل غياب أساس قانوني دولي شرعي لمطامعها وتصعيدها العلاقات مع حلفاء الناتو الرئيسيين - الولايات المتحدة وفرنسا، وكذلك اللاعبين الرئيسيين: الاتحاد الأوروبي ومصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، فإن أنقرة، في رأينا، تضعف مواقعها.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب