التحذيرات الاممية من شل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» بسبب عجزها المزمن ، هي تحذيرات يجب على المجتمع الدولي اخذها بعين الاعتبار ، لأن من شأن مواصلة تقليص خدمات هذه المنظمة ان يؤدي الى تفجر الاوضاع في المنطقة الى جانب عدة عوامل اخرى وضعت وتضع المنطقة على حافة بركان قد يتفجر في اية لحظة ويأخذ معه الاخضر واليابس.
وكما قال الامين العام للامم المتحدة ، انطونيو غوتيريش ، ان تقديم الاموال لوكالة الغوث انما هو استثمار في استقرار منطقة الشرق الاوسط بأسرها.
فالمنطقة التي تعاني من الحروب المدمرة ومن ارتفاع في نسبة الفقر خاصة لدى اللاجئين الفلسطينيين سواء في الضفة او قطاع غزة او في دول الجوار . وأي وقف لعمل وكالة الغوث فإنه سيؤثر ليس فقط على اللاجئين الفلسطينيين ، بل على المنطقة بأكملها والتي ستتفجر.
وحتى يتفادى العالم خاصة الدول الغنية انفجار الاوضاع والاستثمار في استقرار المنطقة ، فإن عليها تقديم المساعدات السخية لوكالة الغوث ، لأن انفجار الوضع ستكون له انعكاسات على العالم قاطبة.
كما ان على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه دولة الاحتلال التي تمارس شتى انواع الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا وتحرمه من موارده الطبيعية وتصادر ارضه وممتلكاته ، الامر الذي يساهم ، بل هو الاساس في حالات الفقر التي يعيشها شعبنا، وخاصة في قطاع غزة هاشم التي تعاني من حصار منذ 15 عاما ، الامر الذي فاقم الاوضاع هناك وأدى الى نسبة فقر عالية جدا ، حيث ان دولة الاحتلال حولت القطاع كما قال اكثر من مسؤول اممي بأنه بعد سنوات قليلة لن يكون صالحا للحياة البشرية.
فوكالة الغوث التي انشأتها الامم المتحدة لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم الى ديارهم والتي طالت واستطالت منذ اكثر من 74 عاما ، عليها تحمل المسؤولية عن الاوضاع التي آلت اليها حياة اللاجئين الفلسطينيين جراء عدم حل قضيتهم سواء من حيث العودة الى ديارهم او مواصلة تقديم الوكالة لخدماتها لهم وعدم مواصلة تقليصها تحت ادعاءات نقص الميزانية.
وعلى الامم المتحدة العمل بكل الوسائل على سد عجز الوكالة المالي سواء من خلال اقتطاع جزء من ميزانيتها السنوية لوكالة الغوث او من خلال الضغط على الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة لزيادة مساهماتهم في ميزانية وكالة الغوث ، خاصة وان هذه الدول هي المسؤولة عن اقامة دولة الاحتلال على انقاض شعبنا وهي المسؤولة اولا عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين لن يقبلوا اية مؤامرات تستهدف توطينهم ، بل يؤكدون على العودة لديارهم واراضيهم ووطنهم الذي لا وطن لهم سواه فلسطين.
فهل تكون هذه التحذيرات الانذار الاخير للدول الغنية والدول المسؤولة عن معاناة ومأساة شعبنا ؟!!