كتب يفغيني أوميرنيكوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول الضربة القوية التي وجهها الأمريكيون لبروكسل بالاتفاق على إنشاء كتلة جديدة في أوروبا.
وجاء في المقال:في نهاية مايو، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن فكرة إنشاء كتلة أوروبية جديدة تشمل بريطانيا وبولندا وأوكرانيا ودول البلطيق. وهذه أشبه بنسخة من المشروع البولندي المعروف بـ "Intermarium" مضافا إليه بريطانيا بوصفها "الأخ الأكبر". وكان من الواضح أن جونسون، من دون موافقة واشنطن، لم يكن ليقدم مثل هذا "الطرح". والآن، جاء التأكيد: الولايات المتحدة تؤيد توحيد هذه الدول في تحالف منفصل من أجل تعزيز إمكاناتها الدفاعية، كما قال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الناتو جوليان سميث.
ويجب أن لا تشوشنا كلمات جوليان سميث عن أن الحلف يهدف من إنشاء التحالف الجديد إلى "تعزيز الجناح الشرقي للناتو بشكل جدي". فالهدف واضح: تقسيم الاتحاد الأوروبي إلى "اتحادات صغيرة" بهدف إضعافه وإخضاعه بالكامل لواشنطن ولندن.
على مدى العقود الماضية، حاولت الدول الأوروبية مرارا البدء بمشروع مثل تشكيل "جيش أوروبي موحد"، وكان سيتحكم به، بالطبع، الألمان والفرنسيون. لكن بطريقة ما لم ينجح الأمر. وبالدرجة الأولى، لأن الأمريكيين رأوا في مثل هذه المبادرة خطرا على هيمنتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية عبر الناتو.
على خلفية التغيرات الجيوسياسية العالمية التي أصبحت واضحة في العامين الماضيين، تُحوّل الولايات المتحدة صراحةً مركز اهتمامها وقوتها العسكرية إلى آسيا، ممثلة بالصين.. ولن يرغب الأمريكيون في ترك أوروبا لبيروقراطية بروكسل، وإن تكن حاذقة. فثمة خلافات وتذبذبات هناك...
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب