الدراسة التفصيلية التي نشرتها منظمة التيارات المضادة الاميركية والتي احتلت من خلالها دولة الاحتلال الاسرائيلي المرتبة الاولى عالميا في قتل الصحفيين جاءت لتؤكد من جديد ولتؤكد المؤكد بأن الصحفي الفلسطيني هو المستهدف برصاص الاحتلال الاسرائيلي سواء من قوات الجيش المنتشرة في ارجاء الضفة الغربية او قطعان المستوطنين الذين يدعمهم ليس فقط الجيش الاحتلالي بل حكومة الاحتلال وفي مقدمتها رئيس الوزراء القادم من المستوطنات بينيت الذي قال ان المستوطنين يشكلون خط الدفاع الاول عن الدولة وانه لا يجوز لاحد انتقادهم او وصف بعضهم بالارهابيين.
واشارت الدراسة الاميركية الى ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين يتصدر العالم في عمليات قتل الصحفيين وهو اكبر بنسبة 73.4 مرة مما عليه في العالم ككل.
واذا كانت هذه الدراسة هي من منظمة اميركية وليست من اي جهة فلسطينية او عربية ، او مناهضة لدولة الاحتلال ، فإن مصداقيتها امام العالم هي مصداقية لا غبار عليها . وبقي على الادارات الاميركية الحالية والسابقة واللاحقة اخذ العبر من هذه الدراسة والرجوع للمبادىء التي تتغنى بها وهي حقوق الانسان والعدالة والدفاع عن الديمقراطية وما الى ذلك من مبادىء وشعارات زائفة ما دامت لا تطبق على دولة الاحتلال ، بل على العكس من ذلك فهي تدعم هذه الدولة القائمة على القتل والعدوان.
كما ان الاسلحة التي تقتل بها دولة الاحتلال الصحفيين الفلسطينيين هي اسلحة اميركية وغربية ، الامر الذي يؤكد ان هذه الدول او بالاصح حكومات وقادة هذه الدول شركاء لدولة الاحتلال في استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين.
ففي بداية الشهر الجاري قتل الاحتلال بدم بارد الصحفية وراسنة وفي 11 ايار الماضي قتل الصحفية المعروفة شيرين ابو عاقلة في استهداف مباشر لها وامام مرآى ومسمع العالم قاطبة.
وبالرغم من ان الشهيدة ابو عاقلة بالاضافة الى انها فلسطينية المولد والنشأة والحياة ، الا انها تحمل ايضا الجنسية الاميركية ، فماذا فعلت الادارة الاميركية سوى التنديد ومطالبة دولة الاحتلال بتشكيل لجنة تحقيق في عملية القتل المباشر والمستهدف للشهيدة ، دون العمل على محاكمة دولة الاحتلال على هذه الجريمة النكراء وكافة الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين سواء بعمليات القتل او الاصابات كما هو الحال مع الزميل علي سمودي وكذلك اعتقال العديد من الصحفيين ، حيث لا يزال عدد منهم يقبع في سجون الاحتلال.
وليس هذا وحسب ، بل ان الادارة الاميركية تعارض توجه الجانب الفلسطيني لمحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الصحفيين وأبناء شعبنا.
فأي دولة هذه التي تدافع عن المعتدي وتكيل بمكيالين وتحمل شعارات ومبادىء لا تمت لممارساتها بصلة ؟!!