حديث القدس
أكد الناطق بإسم الرئاسة نبيل ابو ردينة اننا أمام مفترق طرق بسبب التصعيد الاسرائيلي والممارسات والانتهاكات للأرض والشعب ومساعي القضاء على كل احتمالات السلام، وقال لقد حان الوقت لكي تتحمل الادارة الاميركية مسؤولياتها تجاه وقف هذا «الجنون» الاسرائيلي الذي يهدد بخلق المزيد من التوتر وإسالة الدماء في المنطقة والشرق الاوسط عموماً.
نحن بالحقيقة نقف على مفترق طرق منذ فترة طويلة، وقد أغلق الاحتلال كل أبواب التوصل الى تسوية ويتجاهل كلياً كل النداءات والمناشدات والمطالب الدولية التي انتهى مفعولها منذ زمن طويل ولم تعد دولة الاحتلال تهتم بها أو تحسب لها أي حساب.
وقد صدق أبو ردينة حين قال ان الصمت الدولي شجع حكومة الاحتلال على الاستمرار باستباحة الدم الفلسطيني ومواصلة اعتداءاتها ضد أرضنا وشعبنا ومقدساته مما أوصل الأمور الى مرحلة لا يمكن السكوت عنها.
والأغرب من كل هذه الممارسات التي يراها العالم كله ونعاني نحن منها باستمرار، تصريحات المتطرفين اليهود من القيادات المختلفة، وكان آخرها قول رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» وزير المالية الحالي، ان الرئيس محمود عباس ليس رجل سلام بل هو كما زعم بكل وقاحة وبجاحة «ارهابي سياسي»، وكأنه هو وحكومته عموماً، «دعاة سلام وتسامح وتعامل مع القوانين الدولية بكل احترام»، وهو يدرك تماماً ما الذي تقوم به حكومة الاحتلال من ممارسات وان وزارة المالية التي يمثلها خصصت ملايين الشواكل لدعم الاستيطان ومصادرة الارض والتهويد ومحاولات التهجير.
نحن على مفترق طرق بالتأكيد، ولكن السؤال الأكبر نتيجة ذلك هو، ماذا علينا ان نعمل وكيف نواجه مفترق الطرق هذا بمواقف ميدانية حقيقية وليس بالبيانات والتصريحات فقط؟!
حتى العلم الفلسطيني صار مشكلة لهم!؟!
رفع الطلبة الفلسطينيون في جامعتي بئر السبع وتل أبيب الاعلام الفلسطينية، ضمن فعاليات احياء ذكرى النكبة الـ74 قبل نحو أسبوعين مما أثار حفيظة مسؤولين اسرائيليين ودفعهم الى اطلاق تصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين والطلبة الذين طالبت بملاحقتهم ومحاسبة الجامعات التي سمحت بذلك، مما دفع ادارة هذه الجامعات الى التأكيد انها لم تسمح أساساً برفع الاعلام الفلسطينية.
وهناك مشروع قانون يحاولون إقراره بالكنيست يمنع رفع العلم الفلسطيني في مؤسسات التعليم العالي، وهذا القانون يعكس حالة القلق والخوف التي تنتاب المسؤولين الاسرائيليين الذين اعتقدوا واهمين ان الطلاب قد فقدوا انتماءهم القوي لقضيتهم وحرية شعبهم ومستقبله، وجاءت التظاهرات ورفع الاعلام صفعة قوية على سوء تفكيرهم وصرخة في آذانهم لكي يدركوا ان شعبنا لا ينسى وتفكيرهم الأحمق ان الكبار يموتون والصغار ينسون، لا وجود له وان الاجيال المتلاحقة متمسكة بأرضها وحقوقها ومستقبلها وتقف قوية في وجه الاحتلال بكل أطماعه وممارساته