«مسيرة الاعلام» وحسابات دولة الاحتلال الكارثية

جمعة, 05/27/2022 - 14:12

اصرار دولة الاحتلال على تنفيذ «مسيرة الاعلام» وعدم تغيير مسارها، لتمر من باب العمود ومن ثم شارع الواد الى حائط البراق، يعد الى جانب انه عمل استفزازي بكل معنى الكلمة، فانه تصعيد احتلالي قد يؤدي الى مواجهات ليس فقط على صعيد مواجهة قوات الاحتلال من قبل الشبان المقدسيين، وانما في ارجاء فلسطين كافة، وربما الى اندلاع حرب محدودة وربما تتوسع الى حرب اقليمية، خاصة وان المقاومة الفلسطينية قد حذرت دولة الاحتلال من ان عدم الغاء المسيرة سيؤدي الى حرب جديدة على غرار حرب ايار في العام الماضي ولنفس الاسباب.
فدولة الاحتلال الى جانب ان الحكومة الحالية برئاسة بينيت القادم من المستوطنات، فهي ايضا حكومة مستوطنات في غالبيتها، ولارضاء المستوطنين المتطرفين فهي وجميع اجهزتها الامنية قررت قيام هذه المسيرة دون اخذ الابعاد لذلك فهي الى جانب انها لارضاء المستوطنين المتدينين المتزمتين، فهو هدفها ايضا سياسي.

فحكومة الرأسين تحاول ان تثبت بان السيادة على القدس هي للاحتلال، خاصة بعد ان اثبتت الوقائع بما فيها تشييع جثمان الشهيدة شيرين ابو عاقلة، بأن الفلسطينيين هم الذين لهم السيادة على المدينة، والاحتلال قائم بالقوة العسكرية، ورغم اجراءاته وانتهاكاته، فقد تحداها المقدسيون واكدوا بأن القدس فلسطينية - عربية - اسلامية - مسيحية، وان وجود الاحتلال هو وجود عابر.
فمحاولات حكومة بينيت - لبيد، اثبات السيطرة الاحتلالية على المدينة والاصرار على تنفيذ ما يسمى مسيرة الاعلام هي محاولات لن يكتب لها النجاح، لأن نتائج ذلك ستكون اندلاع حرب جديدة ستكون نتائجها على عكس ما تعتقد هذه الحكومة، بل ان نتائجها لن يدفع ثمنها فقط الجانب الفلسطيني، بل ايضا الجانب الاحتلالي، اذا ما واصل تعنته وعدم الغاء هذه المسيرة، او تغيير مسارها.
فالمغامرة من جانب حكومة الرأسين ستكون عواقبها وخيمة ونتائجها السياسية في غير صالح دولة الاحتلال خاصة وان الأمم المتحدة تعتبر القدس الشرقية هي مدينة محتلة، ولا تعترف بالضم الاحتلالي لها، بل ان هناك ضغوطا دولية من عدة دول على دولة الاحتلال لالغائها، لأن اندلاع حرب جديدة في المنطقة التي تقف على فوهة بركان ستفجر المنطقة برمتها، وعندها ستتحمل دولة الاحتلال مسؤولية تهديد الأمن والسلم العالميين، لأن شعبنا والمقاومة لن يرضخوا للاحتلال رغم كل ممارساتها من تحويل القدس لثكنة عسكرية واعتقال اكثر من مئة مقدسي، الى جانب تعزيز قواته على الحدود مع قطاع غزة.
فحسابات دولة الاحتلال لن تكون كما نتوقع ابدا، بل كارثية.

الفيديو

تابعونا على الفيس