تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه بارانوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول مشروع بولوني لاستعادة جزء من أوكرانيا كان يتبع لبولندا فيما مضى.
وجاء في المقال:تُنسب إلى ونستون تشرشل عبارة "بولندا ضبع أوروبا الجشع". ففي الفترة ما بين الحربين العالميتين، لم تفوت بولندا فرصة للإمساك بجيرانها الذين اعتراهم الضعف، واحتلال أجزاء كبيرة من أراضيهم. لقد مر ما يقرب من مائة عام منذ ذلك الحين، لكن عادات النخبة البولندية وشهواتها لم تتغير.
في أواخر أبريل، أعلن مدير المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، في بيان رسمي، عزم بولندا على فرض سيطرتها العسكرية والسياسية على أوكرانيا الغربية بمباركة من واشنطن. وبحسب ناريشكين، سوف يجري البولنديون العملية تحت شعار "الحماية من العدوان الروسي" ، لكن من دون تفويض من الناتو.
في بولندا، بالطبع، سرعان ما راحوا ينكرون، ويقولون: لا نفكر في أي شيء من هذا القبيل. لكن شيئا ما يقول خلاف ذلك. فقد أعلنت وزارة الدفاع فجأة عن نقل عدد كبير من القوات والمعدات إلى شرق البلاد في نهاية شهر مايو ضمن تدريبات واسعة النطاق.
ما هو الشكل الذي يمكن أن تأخذه الدولة الجديدة "الفاقدة للحدود"؟ يرى الخبير والصحفي البولندي كونراد رينكاس أن من الممكن فدرالية أو كونفدرالية. لكن القرارات هناك لن تتخذ إلا بموافقة الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولكن الباحث السياسي البولندي الآخر، ماتيوش بيسكورسكي، واثق من أن الأمريكيين والبريطانيين يخاطرون بشكل كبير من خلال إغراق وارسو في رغبة استعادة ممتلكاتها السابقة. ففي هذه الحالة، ستفقد أوكرانيا دورها الحالي كورقة تستخدم في "مناطحة روسيا". بل مع وصول البولنديين إلى غاليتشينا، عاجلاً أم آجلاً، ستطرح مسألة تطهيرها من جماعة بنديرا، إنما هذه المرة بأيد الغرب.
من ناحية، ستقترب منا حدود الناتو لمسافة خمسمائة كيلومتر أخرى، على الرغم من أنها ليست بالقدر الذي أرادوه في الغرب؛ ومن ناحية أخرى، في هذه الحالة، لن يكون لدى روسيا أي عقبات لتحويل مشروع نوفوروسيا إلى واقع، وتوحيد جنوب شرق أوكرانيا بأكمله فيه.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب