يوافق اليوم 15 أيار يوم النكبة التي حلت بشعبنا منذ 74 عاما وأدت ولا تزال الى تشريد جزء كبير منه على أيدي العصابات الصهيونية ، وبعدها على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني ، جراء الجرائم التي ارتكبت بحقه ، دون اسناد حربي مطلوب لمنع اقامة وطن لليهود في فلسطين على حساب شعبنا وقضيته العادلة.
وبعد هذه النكبة التي لا تزال اثارها الواضحة امام العالم وضوح الشمس ، جاءت هزيمة حزيران عام 1967م وأدت الى احتلال كامل الوطن الفلسطيني الى جانب اراض من دول عربية.
وفي هذه الايام تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي امعانها في قتل شعبنا وتدنيس مقدساته وهدم منازله وقضم اراضيه ، في محاولة يائسة لتشريده مرة اخرى ليتسنى لقطعان المستوطنين السيطرة على كامل الضفة الغربية والقدس التي ضمتها عنوة ضاربة بعرض الحائط بكل القرارات الدولية التي تعتبر الضفة بما فيها القدس أراضٍ محتلة.
وانتهاكات الاحتلال المتواصلة ، بل والمتصاعدة هي نتيجة حتمية ، لتطبيع بعض الدول العربية مع هذا الاحتلال الغاشم ، رغم انه ما زال يرفض الاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
كما ان مواصلة الاحتلال لجرائمه بحق شعبنا والتي كان اخرها قتل الصحفية شيرين ابو عاقلة وشهيد البيرة الفتى ثائر خليل بدم بارد وامام مرآى ومسمع العالم، هو نتيجة واضحة ، لكون هذا العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية ذات الماضي والحاضر الاستعماري وان كان بطرق مختلفة داعمه لدولة الاحتلال والتعامل معها بأنها فوق القرارات والاعراف الدولية.
فبعد 74 عاما لا تزال ارضنا محتلة ، بل يعمل الاحتلال على ضمها خطوة وراء اخرى، الامر الذي ادعى الكثير من قادة الاحتلال بأن الضفة الغربية هي اسرائيلية وأن الفلسطينيين هم الذين احتلوها.
كما ان الكثير من شعبنا وتقريبا نصفه ما يزال مشردا ويعيش في مخيمات تفتقر لادنى شروط الحياة الانسانية، والعالم يقف متفرجا على مأساة شعبنا دون اي حراك باستثناء اعادة تدوير الصراع وتقديم الوعود التي اصبحت وعودا كاذبة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وتستغل دولة الاحتلال ايضا الانقسام الفلسطيني الذي في طريقه للتحول الى انفصال ان لم يكن قد تحول بين غزة والضفة ، من اجل محاولاتها تمرير مخططاتها التصفوية لقضية شعبنا.
ورغم التآمر الدولي والبعض من الاشقاء الا ان شعبنا الذي يواجه الاحتلال بصدور عارية ، ويحقق انجازات ولو بسيطة ، مصمم على مواصلة نضاله حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية غير المنقوصة.
وأمام الوحدة الميدانية التي تجسدت في عدة مواجهات مع الاحتلال خاصة الوحدة الميدانية في استشهاد ودفن جثمان الشهيدة ابو عاقلة ، فإن المطلوب من الجانب الفلسطيني تجسيد ذلك من خلال انهاء الانقسام والاتفاق على برنامج عمل لمواجهة تعسف الاحتلال ومحاولات قهره لشعبنا ، ليتسنى هزيمة هذا الاحتلال ولو على المدى البعيد واقامة الدولة الفلسطينية ، بعد كنس الاحتلال وقطعان المستوطنين بلا رجعة .
فهل يتم تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية ام سنبقى كما نحن والاحتلال ينهشنا .
اننا نأمل بأن تتحقق وتتجسد وحدة الصف في اسرع وقت ممكن..!