تحت العنوان Hعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، حول قدرة الدوحة على إملاء شروطها على برلين، بل والاتحاد الأوروبي عموما.
وجاء في المقال: واجهت ألمانيا مشكلة جدية غير متوقعة في المفاوضات مع قطر لشراء كميات كبيرة من الغاز. لا ترتبط هذه المشكلة بكون محطات الغاز الطبيعي المسال لا تزال في حاجة إلى البناء لهذا الغرض، إنما بمدة العقود وحظر إعادة بيع الغاز، وهو ما تصر عليه الدوحة. لم تكن برلين وبروكسل مستعدتين لمثل هذا التحول المفاجئ بالنسبة لهما. فاستيفاء هذه الشروط أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة للأوروبيين، لأن ذلك يدمر عمليا استراتيجية الطاقة في الاتحاد الأوروبي، والتي تم بناؤها لسنوات عديدة، لقطع الطريق أمام إبرام عقود طويلة الأجل للتزود بالغاز الروسي.
القطريون يريدون توقيع عقدا مدته 20 عاما، بينما لا تناسب الألمان هذه المدة الطويلة. هذا ليس مستغربا إذا تذكرنا الحضور القوي لممثلي حزب الخضر في حكومة ألمانيا. فتحت ضغط من نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد روبرت هابيك ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، تدعو برلين بنشاط إلى الانتقال إلى الطاقة النظيفة. ما يعني بطبيعة الحال أن شراء الغاز، الذي على الرغم من أنه "أنظف" بشكل ملحوظ من النفط والفحم، إلا أنه وقود أحفوري أيضا، لن يعجب بالتأكيد ناخبي الخضر طوال عقدين من الزمن.
الآن، ليس لمشتري الغاز المسال أن يختاروا ممن يشترون، مِن قطر أم الولايات المتحدة أم أستراليا على سبيل المثال، بينما يمكن لهذه الدول أن تختار زبائنها. البائعون هم الذين باتوا يملون الشروط. وهذا يعني أنه إذا استمرت برلين في الإصرار على رفض التوقيع على عقد طويل الأجل، فيمكن للدوحة ببساطة قطع المفاوضات، لأن القطريين ليس لديهم أي نقص في المشترين للعام المقبل بل وللعقدين المقبلين.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب