كان تشييع جثمان الشهيدة شيرين ابو عاقلة بالأمس، تعبيرا جماهيريا عن تقديرها واحترامها والدور القوي الذي كانت تقوم به، فلقد احتشد جمهور كبير ضم عددا من كبار المسؤولين والقناصل والسفراء من معظم دول العالم، وتعالت هتافات الشباب بالتحية لها وللشعب الفلسطيني وحقوقه ومستقبله، في مشهد نادر لم تشهد القدس مثيلا له الا قليلا كيوم وداع القائد الشهيد فيصل الحسيني.
وكالعادة في مثل هذه المناسبات تدخلت قوات الاحتلال واعتدت على المشاركين بالرصاص وقنابل الغاز وغير ذلك ، كما اعتقلت عددا من المشيعين، وكانت الصور الوطنية والاعلام الفلسطينية هي التي اثارتهم وكذلك هتافات الشباب من المشاركين بالتشييع وكانت كلها مع الوطن وضد الاحتلال.
لقد اغتال الاحتلال شهيدة الكلمة الصادقة والصورة المعبرة والصادمة له ولكل ممارساته التي اثبتها بالأمس ايضا لدى عملية التشييع بتدخله البشع حتى ضد رفع الصور.
الرحمة للشهيدة شيرين والعزاء لكل اهلها ومحبيها والخزي والعار للاحتلال الذي ادانت جريمته كل المؤسسات الدولية والقانونية والعشرات من الدول المختلفة، وسيظل اسم شيرين صوتا مدويا ضد الاحتلال، وخالدا في تاريخ شعبنا، ونموذجا قويا للمرأة الفلسطينية. وقد ادركت القيادة هذا الموقف وقام الرئيس عباس بتوديع الشهيدة والقاء كلمة مؤثرة كما جرت لجثمانها مراسم توديع رسمية تليق بها وبما تستحقه فعلا.
سئمنا البيانات ايها الاتحاد الاوروبي!!
اكد الاتحاد الاوروبي في بيان له ان الاستيطان يتعارض مع القانون الدولي وادان موافقة الاحتلال على خطط تطوير اكثر من 1400 وحدة استيطانية، وتوسعة ما اسماه بالمستوطنات غير القانونية، وكأن هناك مستوطنات قانونية واخرى غير قانونية.
في المقابل وفي اليوم نفسه الذي صدر فيه البيان الاوروبي، صادقت لجنة تابعة لما يسمونه «الادارة المدنية في جيش الاحتلال» على مخططات استيطانية جديدة تشمل نحو اربعة الاف وحدة جديدة في مستوطنات قائمة فعلا بالضفة، وهذا الموقف لم يعجب المستوطنين الذين يطالبون بالمزيد من الاستيطان والدعم له.
وباختصار فان بيانات الاتحاد الاوروبي وغيره من المؤسسات الدولية لا يغير ولا يؤثر في مخططات الاحتلال، ونحن الفلسطينيين سئمنا من سماع مثل هذه البيانات ولم تعد تثير فينا اي اهتمام ولا نتوقع اي رد فعل واقعي وعملي من الاحتلال عليها، وستتواصل جرائم الاستيطان والتهجير ومصادرة الاراضي، كما هي، وكأن بيانا لم يصدر وكأن الموقف الاوروبي اللفظي هذا غير موجود اطلاقا.
الجميع يعرف، ايها الاتحاد الاوروبي، ان الاستيطان يتعارض مع القانون الدولي وكل القوانين الانسانية الاخرى، والمطلوب اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجرائم وليس مجرد تكرار البيانات التي لا قيمة عملية لها