في كتابة " مكان تحت الشمس " ذكر نتنیاھو التجربة المشھورة التي اجراھا عالم الحیوانات الالماني كارل اوغست من اجل مراقبة العلاقة بین المفترس وفریستة حسب كتاب ماكس نوردو 1922 .
" وضع قرش بحر مفترس في حوض كبير من المياة ، فصل الى قسمين بواسطة لوح زجاج شفاف ضد الكسر في القسم الاول ، وفي القسم الثاني وضعت اسماك صغيرة كفريسة ، وعندما راّى القرش المفترس فريستة حاول افتراسها لكنه لم يلاحظ وجود الحاجز الزجاجي الشفاف الذي يفصل بين الحوضين وهكذا حاول عدة مرات واصطدم بقوة كبيرة بالحاجز الزجاجي واصيب خرطومة اصابات بليغة جدا ، وكلما أعاد محاولتة مرة اخرى كانت الاصابة اصعب والاذى والجرح أشد على راسة ، وبعد عدة محاولات ادرك قرش البحر المفترس بالغريزة ، ان هنالك قوة خارقة تحمي الاسماك الفريسة ، وان كل محاولة اضافية لافتراس الاسماك تؤدي الي اضرار واصابة خرطومه وراسه بصورة قاتلة . وعندها توقف قرش البحر عن محاولة مهاجمة فريسته ، عندها أخرج حاجز الزجاج من حوض المياة ، وبعدها سبح قرش البحر مع الاسماك في نفس الحوض بعدما ادرك قرش البحر بغريزتة الباطنيه ان هنالك قوة عظمى خفية تحمي الفريسة وان مصيره سيكون الهلاك اذا حاول افتراس الاسماك مرة اخرى .. "
مبادرة بیروت للسلام العربیة سنة 2002 ، ھل یعتبرھا نتنیاھو وخلیفته نفتالي بنیت ، ادراك من قبل الدول العربیة المفترسة بعقلھا الباطن بانھا لا تستطیع النیل من الفریسة اسرائیل بعدما اقرت ھذه الدول الاعتراف باسرائیل ضمن حدود 1967 ، والتنازل عن 78 % من ارض فلسطین التاریخیة ؟
من الحقوق الطبیعیة لكل الشعوب في العالم مقاومة الاحتلال بجمیع الطرق ، وحتى في القانون الدولي والذي وقعت علیة اسرائیل واقیمت بموجبه دولة اسرائیل ، یجیز استعمال جمیع الوسائل لدحر الاحتلال بما في ذلك القوة العسكریة .
اما في حالتنا ، فاخترنا المقاومة السلمیة والتطبیع ، ھل لأننا ادركنا بعقلنا الباطن ان ھنالك قوة خفیة تحمي الفریسة اسرائیل كما یعتقد نتنیاھو ؟
اذا كان الجواب على السؤالین السابقین بالایجاب او النفي ، فھذا لا یھم ، لان نتنیاھو وزمیله نفتالي بينت ، ماضون في سیاستھم في الاستیطان الذي سیفرض امرا واقعا " وضع راھن " في منطقة " ج " في الضفة الغربیة لانه في ھذة الایام وصل عدد المستوطنین 700 الف مستوطن في الضفة الغربية مقابل 60 الف فلسطیني في منطقة ج التي يطمح الصهاينة الى غمرها بعشرات الاف المستوطنين ليصعب اخلاءها منهم لاحقا كما هو حاصل في باقي انحاء الضفة الغربية ؟؟ و حسب مصطلحات الوضع الراھن Status quo ، فالافضلیة للاغلبیة السكانیة وھي التي من حقھا ، تقریر المصیر ، ھذا بالضبط ما حصل في مؤتمر واتفاقیة میونیخ سنة 1935 قبیل الحرب العالمیة الثانیة عندما ضم ھتلر مقاطعة السوديت ذات الاغلبیة الالمانیة باقتطاعها من دولة تشیكوسلوفاكیا , وبالتالي ادت الى اندلاع الحرب العالمیة الثانیة .
وھذه السیاسة الاستعماریة لنتنیاھو ستؤدي الى ضم المنطقة " ج " من اراضي الضفة الغربیة الى دولة اسرائیل كما ضمت ھضبة الجولان ، وتصبح السلطة الفلسطینیة منحصرة في المدن الرئيسية وبعض القرى والتي لا تزید مساحتھا عن 2 % من مساحة فلسطین التاريخية .
ھذه كلھا امور للسیاسیین ومتخذي القرار ، وللقوى العظمى التي اوجدت اسرائیل ، اما نحن الفلسطینیون داخل اسرائیل الذین بقینا وصمدنا في ارضنا ، لابد لنا من انتزاع حقوقنا الجماعیة كسكان اصلانیون " اصلیین " والاعتراف بنا اقلیة قومیة اصلانیة بموجب اعلان الامم المتحدة من شھر ایلول سنة 2007 ، والمتمثلة بالحقوق الثقافیة والتعلیم ، وحقنا في المسكن والارض ، و في الوظائف الحكومیة والشركات الكبیرة ، و في موارد الدولة و في موازاناتھا في جمیع المجالات بما في ذلك المیزانیات للسلطات المحلیة ، بما يوازي نسبتنا في تعداد السكان في اسرئیل ، بعد أن كنا نملك اغلبیة ھذه المجالات . وكما حصل للسكان غیر الاصلیین الالّبان في دولة مقدونیا حیث تدخلت دول السوق الاوروبیة وحلف " الناتو " وفرضت من جدید تقسیم اراضي وموارد الدولة المقدونیة بنسبة عدد السكان بین الاغلبیة المقدونیة والاقلیة الالبانیة سنة 2001 .
فلا بد لنا من التوجة الى المحافل الدولیة بما في ذلك منتدى الشعوب الاصلانیة في الامم المتحدة Permanent Forum on Indigenous Issues
ولا بد من مصالحة تاریخیة مع الدولة التي نعیش فیھا وان تعترف اسرائیل بالغبن والظلم الذي لحق بنا منذ نكبة 1948 ، ویجب على المؤسسة الاسرائیلیة التوقف عن اعتبارنا طابورا خامسا داخل اسرائیل ، او ورما سرطانيا یفترسها من الداخل .
ومن اجل الحصول على حقوقنا الجماعیة الطبیعیة لان العالم العربي والاسلامي اصبح شفافا غیر مرئي وعالم مخصي حسب تجارب المختبر الافتراضي لنتنیاھو كما ذكر سابقا .
فلتشهد يا شجر الزيتون .. إن على العهد باقون .