“إيران على مسافة أسابيع قليلة من جمع كمية كافية من اليورانيوم لقنبلة نووية”، هكذا يقول رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” العميد عميت ساعر. “لم يصلوا، لكنهم يقتربون، وهذا مقلق جداً. هذا هو الوضع الأكثر تقدماً الذي كان لهم من حيث جمع المادة”.
في مقابلة خاصة ستنشر الجمعة المقبل في ملحق هذا الأسبوع، يقول العميد ساعر إن الإيرانيين يواصلون تخصيب اليورانيوم على ثلاثة مستويات: 4 في المئة، 20 في المئة و60 في المئة. وعلى حد قوله، فإن الانتقال إلى التخصيب العسكري في مستوى 90 في المئة، المطلوب للقنبلة النووية، مسألة وقت قصير.
“لا مشكلة تكنولوجية لديهم، بل مسألة قرار فقط. سيطروا تماماً على تكنولوجيات أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ويعرفون كيف ينتجونها ويشغلونها. وحتى لو توصلنا الآن إلى اتفاق مثلما في المرة السابقة، سيحتاجون زمناً قصيراً من اللحظة التي ينتهي فيها إلى أن يعيدوا جمع ما يكفي من المادة للقنبلة”.
يحذر ساعر من نشر واسع للمسيرات والصواريخ الجوالة لجملة واسعة من المحافل في المنطقة، برعاية إيران. “في الماضي كانت القدرة على أخذ 50 كيلوغراماً من المادة المتفجرة ونقلها 1.500 كيلومتر وضرب نقطة دقيقة، محفوظة فقط للقوى العظمى. أما اليوم فهو لدى مجموعات في اليمن أو العراق. وهذه تقوم بهجمات كل أسبوع. نتابع هذا ونخطط له استخبارياً وعملياتياً”.
هل تعتقد أن على إسرائيل مهاجمة إيران أكثر في أراضيها؟
“إيران مردوعة من إسرائيل، ولا نحتاج لتقييد أنفسنا؛ فأي مكان نضربها فيه يؤلمها، وإذا ما سألتهم فهم في ميزان سيئ جداً أمامنا، وأنا لا أتحدث عن هجمات المعركة ما بين الحروب. ولكن علينا ألا ننسى بأن إيران دولة ضخمة، وهي بعيدة، والعمل هناك ليس مثل العمل هنا، في الدائرة الأولى. هذا يتطلب قدرات أخرى، والطرفان يفهمان بأن أعمالاً علنية ستقودنا بسرعة كبيرة إلى التصعيد”.
وقال ساعر إن التوقيع على اتفاق نووي جديد يؤجل لدوافع سياسية. “معظم المسائل محلولة، ولا يمنع الاتفاق إلا العقوبات، وهي مسألة لم تكن في المركز في البداية، وجانبها رمزي أساساً. ثمة ضغط على كل طرف للتنازل. وأعتقد أن هذا سيحل في النهاية”.
حرب “التك توك”
يكشف ساعر في المقابلة بأن أعمال الجيش الإسرائيلي في السامرة أحبطت عمليات كانت في طريقها إلى إسرائيل. “كنا ملزمين بعمل هذا كي نوقف التواصل. أحبطنا ثلاث – أربع عمليات لخلايا مسلحة”. وعلى حد قوله، الفلسطينيون في معظمهم غير معنيين بالتصعيد أو الحرب. “ثمة تعب هناك، وكذا عدم فهم على ماذا يدور الموضوع بالضبط. الصرخة القائلة بأن الحرم في خطر لا تنطبق على الضفة. هذا حدث شرق مقدسي، قليلاً لعرب إسرائيل، لكن ليس للضفة”. وهو يعرّف الأحداث الجارية داخل الحرم بأنها “حرب التك توك”، ويوصي إسرائيل بالاستعداد لرمضان المقبل بشكل أفضل.
حماس تتعاظم من جديد
يقدر ساعر بأن الوضع في حدود لبنان وغزة تحت السيطرة، وأن ليس لـ”حزب الله” وحماس مصلحة في التصعيد. منظمتا الإرهاب منشغلتان بمشاكل داخلية، لكن حماس تبذل جهداً في التعاظم المتجدد خصوصاً في مجال الصواريخ.
يكشف رئيس دائرة البحوث بأن إسرائيل قريبة من حل المسألة: “أرى وضعاً ننجح بضربهم فيه وفق “كيف يطلقون” لا “كم يضربون”، من خلال قدرة إطلاق الصليات، والإطلاق نحو المدن. لن نوقف النار تماماً، ولكننا سننجح في تشويش القدرة”.
كما يكشف ساعر في المقابلة بأن دائرة البحوث عنيت باستخلاص الدروس من الحرب في أوكرانيا. “هذه فرصة هائلة. هذه حرب من نوع لم نفكر في أن نراه. نحاول فهم ما الذي يقود لأداء غير جيد للجيش الروسي، وما الذي يشوشهم. يخيل إليّ أن كان لهم مفهوم مغلوط تماماً عما كان بانتظارهم في هذه المعركة، ومدى المقاومة في أوكرانيا. أعتقد أنهم خططوا لشيء آخر تماماً.
وما الدرس؟
“من المهم الاستعداد وندرك أين تسير معركة. إذا لم تفعل هذا، لا يهم كم لديك من القدرات –تبدأ في الميلان، وإصلاح هذا صعب”.
بقلم: يوآف ليمور