الاكاذيب وتزوير الحقائق اصبحت منذ زمن بعيد سمة لقادة دولة الاحتلال السياسيين والعسكريين والامنيين، ففي الوقت الذي يمارسون فيه شتى انواع الانتهاكات والجرائم، فإنهم يكذبون على العالم ويحملون جهات فلسطينية مسؤولية قيامهم في هذه الجرائم التي باتت لا تعد ولا تحصى، حتى ان الادارة الاميركية الحالية والداعمة لدولة الاحتلال في كافة المجالات وفي مختلف المحافل الدولية اصبحت تضيق ذرعا بهذه الممارسات وهذه الاكاذيب الاحتلالية التي اضحت لا تنطلي على احد.
فمزاعم وزير خارجية دولة الاحتلال لبيد امام الوفد الاميركي الذي يزور المنطقة من ان دولة الاحتلال تواجه ما اسماه ارهابا اسلاميا متطرفا، وانها تحافظ على الستاتيكو في الحرم القدسي الشريف، هي في حقيقتها اكاذيب اعتادت عليها دولة الاحتلال ولكنها بدأت تتكشف امام العالم بما في ذلك داخل الولايات المتحدة الاميركية، مما حدا بالجمهور الاميركي والكثير من الاميركيين الى الخروج بمظاهرات ومسيرات ضد الجرائم الاسرائيلية.
وبكل وقاحة يقول لبيد للوفد الاميركي اننا نحافظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى ونسمح للمصلين المسلمين بدخوله للصلاة والتعبد خاصة في شهر رمضان في حين ان الحقائق على الارض تنفي ذلك.
فمنذ بداية الشهر الفضيل وقبل ذلك بسنوات يقوم المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال باقتحام الاقصى واقامة صلوات تلمودية بداخله ، وتمنع المصلين المسلمين من دخوله في هذا الوقت . اي ان دولة الاحتلال فرضت امرا واقعا بتقسيم الاقصى زمانيا تمهيدا لتقسيمه مكانيا ، كما عملت في الحرم الابراهيمي الشريف.
وفي الشهر الفضيل تقوم قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين واعضاء كنيست من اليمين المتطرف والعنصري ليس فقط باقتحام الاقصى ، وايضا بالاعتداء على المصلين وتكسير نوافذ وزجاج المسجد القبلي والدخول الى الاقصى باحذية الجنود واسلحتهم واطلاق الرصاص المطاطي المغلف بالرصاص والغاز المسيل للدموع على المصلين من الرجال والنساء وعلى المعتكفين.
فالى متى ستبقى دولة الاحتلال تمارس الكذب الذي بات سمة ملازمة لهذه الدولة التي تعتبر نفسها فوق القانون والاعراف الدولية.
وعلى المجتمع الدولي تقع مسؤولية وضع حد لدولة الاحتلال لانها شكلت وتشكل خطرا على المنطقة والعالم وعلى الامن والسلم العالميين.
وعلى دولة الاحتلال ان تعي وتعرف جيدا ان حبل الكذب قصير مهما طال امده..